لم تستطع عائلة جليد، المقيمة بحي محمد العافر المعروف باسم “ذراع الديس”، ببلدية الأبيار في العاصمة، إلا أن تطلق العنان لصرخاتها المكبوتة طيلة سنوات، بعد أن وضع أفرادها علامات استفهام حول حقهم في سكن لائق، حيث طالبوا بالتدخل واتخاذ إجراءات سريعة لحل مشكلة انهيار المنزل الذي يقطنونه في أي لحظة، خاصة عند كل تقلب جوي، لاسيما أن المنزل فقد العديد من أجزائه إلى حد اليوم. لم تكن الحالة الكارثية لمنزل عائلة المجاهد “جليد إبراهيم”، الكائن ببلدية الأبيار وبالضبط بحي ذراع الديس، كما هو شائع في الوسط الشعبي، متوقعة بتاتا عندما اتصل ب”الفجر” لزيارته، مع العلم أنه شيد خلال العام 1947، حيث صار السكن بين جدرانها المهترئة والمتشققة وكذا أسقفها التي توشك على الانهيار أمرا شبه مستحيل، خاصة أن الكثير من أجزاء البيت قد سقطت. وتزداد درجة الخطورة وتخوف أفراد العائلة البالغ عددهم 11 شخصا أن يستيقظوا تحت ركام البيت في حالة انهياره، هذا الأخير المشكل من طابقين وتقطنه عائلتان وسط قطعة أرض كبيرة بالحي، شهد انهيار الجدار الأمامي بفعل الأمطار القوية والرياح المصحوبة بالثلوج التي عرفتها المنطقة شهر فيفري الماضي، متسببا لقاطني البيت بهلع كبير، وهو الأمر الذي زاد من حدة قلقهم من انهيار البيت فوق رؤوسهم، خاصة أن حالته تزداد تدهورا يوما بعد آخر، إلى جانب انفصال البلاط عن الأرضية. وكان عمي ابراهيم يروي تفاصيل الوضعية السكنية التي يعيشها وأفراد عائلته بمرارة، لاسيما عندما رفع يديه للسماء وهو يكرر الحمد لله.. بعد أن نجا ابنه من موت مؤكد حين سقوط الجدار الأمامي للبيت الذي يحاذي جدار الصالون، حيث كان ينام ابنه على الأريكة التي نال منها هذا الحادث. زلزال 2003 أضر بالمنزل والخبراء صنفوه في الخانة الحمراء أقرت لجنة مراقبة البناء أن هذا البيت مصنف في الخانة الحمراء بفعل ما لحق به من أضرار كبيرة، نظرا لدرجة الخطورة التي بلغها واحتمال سقوطه في أي وقت، وهو ذات الأمر الذي أقر به تقرير مصلحة التعمير لبلدية الأبيار شهر فيفري المنصرم، أن المنزل يعاني حالة كارثية لا توصف. من جهته أكد أحد قاطني المنزل المتآكل أنه اتصل مرارا وتكرارا بالسلطات المحلية المختلفة يوم انهيار الجزء المذكور آنفا، لكن دون رد.. فالصمت كان الرد الوحيد، ولم يستفد هؤلاء سوى من تدخل مصالح الحماية المدنية التي طالبتهم بمغادرة المنزل لخطورة الموقف. عمي إبراهيم يؤكد أن حلمه في الحصول على سكن اجتماعي لائق يضمه وأفراد عائلته ليس متاحا له، رغم أنه وضع ملفات خاصة بذلك منذ 12سنة، ولكن لا حياة لمن تنادي. “من جهة أخرى، وبعد عناء طويل لمقابلة الوالي المنتدب لدائرة بوزريعة، نصحنا هذا الأخير بالتوجه للسكن عند أحد الأقارب أوالكراء خوفا منه على حياتنا -كما قال - وذلك بعد اطلاعه على الوضع الكارثي، مؤكدا في ذات الوقت أنه لا يملك سكنات شاغرة لمنحنا بيتا محترما”.