من المرتقب أن تعقد الخميس المقبل المنظمة الوطنية للمجاهدين أول دورة للمجلس الوطني المنبثق عن المؤتمر الأخير بغرض انتخاب أمينها العام حيث بقي المنصب شاغرا منذ المؤتمر الأخير ولم يتم بعد انتخاب الرجل الأول الذي سيدير شؤون هذه المنظمة طيلة الخمس سنوات المقبلة المليئة بالتحديات. وتم تغيير القانون الأساسي والنظام الداخلي للمنظمة حيث كانت في السابق الأمانة الوطنية للمنظمة هي التي تختار وتنتخب الأمين العام لكن هذه المرة لجأت القيادة الوطنية للمنظمة إلى المجلس الوطني من خلال إجراء تعديلات على القانون الأساسي ليتم تفويض صلاحية انتخاب الأمين العام إلى المجلس الوطني المنتخب خلال أشغال المؤتمر الأخير للمنظمة المنعقد يومي 17 و 18 مارس. وقد تم خلال المؤتمر الأخير انتخاب الأمناء الوطنيين الممثلين لجميع الولايات التاريخية بالإضافة إلى فدرالية فرنسا حيث وصل عدد أعضاء الأمانة الوطنية الى 22 عضوا سيتم انتخاب من بينهم الأمين العام المقبل للمنظمة الذي من المرجح جدا أن يكون الأمين العام السابق السعيد عبادو كونه الوحيد الذي أبدى رغبته في العودة إلى رئاسة المنظمة والترشح لعهدة جديدة. إلا أن المثير للانتباه هي الصفة التي يظهر بها السعيد عبادو في مختلف التظاهرات التاريخية حيث يتم تقديمه في كل المناسبات على أساس أنه الأمين العام للمنظمة رغم أنه لم يتم انتخابه بعد وهو أمين وطني والمرشح الأول للعودة على رأس هذا التنظيم. وتنتظر المنظمة الوطنية للمجاهدين تحديات كبيرة خلال السنوات المقبلة لاسيما ما تعلق بالمواضيع التي لها علاقة مباشرة بملف تجريم المستعمر الفرنسي وهو الملف الذي وعد عبادو الذهاب به بعيدا بالنظر إلى التغيير الذي شهدته الرئاسة الفرنسية وظهور بوادر تسوية هذا الملف حيث وعد الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند بإيجاد حل من شأنه تقوية العلاقات الجزائرية الفرنسية. وقد كان آخر تصريح لسعيد عبادو نهار أول أمس الاثنين من قالمة عندما قال إن احتفال الجزائر بمرور 50 سنة على استقلالها سيكون فرصة لإجراء كشف علمي دقيق لحقيقة الأعمال الإجرامية التي قام بها المستعمر الفرنسي في الجزائر" ودعا في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى ال 54 لمعركة "مرمورة" الشهيرة أن "كل المهتمين بالتاريخ والثورة الجزائرية وخاصة الأكاديميين" إلى القيام ببحوث ودراسات دقيقة وعقلانية "لتقييم" وضعية الجزائر "ما قبل" "وخلال" الاحتلال الفرنسي "ثم فترة ال 50 سنة الماضية" من الاستقلال. وشدد عبادو على ضرورة "مواجهة الأكاذيب الكثيرة" التي يطلقها المستعمر الفرنسي حول "طبيعة تواجده" الاحتلالي في الجزائر وذلك من خلال "إجابات علمية" حول "الوضعية" التي كان يعيشها الجزائريون "قبل 1830" ثم "بعد ذلك التاريخ" خاصة في الجوانب المتعلقة ب "التعليم والصحة والظروف الاجتماعية" و تابع "إن فرنسا التي احتلتنا ونهبت خيراتنا تجعل من ملف المغتربين الجزائريين على سبيل المثال ورقة تخرجها في كل مناسبة للضغط على الجزائر" .