تفاديا للازمات التي كانت تسجل في السنوات الماضية، سطرت السلطات المحلية بولاية برج بوعريريج برنامجا يتضمن عددا من الإجراءات والمشاريع التي شرع في تنفيذها منذ حوالي سنة ونصف، منها ما تحقق ومنها ما هو في طريق الإنجاز، خاصة بعاصمة الولاية برج بوعريريج التي تعيش لأول مرة صائفة تبدو مريحة في بدايتها من جانب التزود بالمياه الصالحة للشرب. في هذا السياق كشفت مديرية الري لولاية برج بوعريريج أنه سيتم اتخاذ عدة إجراءات لمواجهة أي طارئ، وأكدت أرقام المديرية أن سد عين زادة المتواجد ببلدية عين تاغروت، شرق عاصمة الولاية برج بوعريريج، امتلأ وبلغ منسوب مياهه 73 %، مقابل طاقة استيعابه المقدرة ب 125 مليون متر مكعب. من جهته، أوضح والي الولاية عزالدين مشري، في عدد من المناسبات، تخصيص غلاف مالي ضخم قدره 70 مليار سنتيم، لتغطية الاحتياجات المتزايدة من المياه الصالحة للشرب لسكان قرى بلدية العش، التي تعرف عجزا كبيرا في هذا المجال، رغم إنجاز 7 آبار خلال السنوات الفارطة بعدد من القرى، والتي تدنى منسوبها خصوصا في فصل الصيف. أما عن المشاريع المستقبلية، فقد شرعت مديرية الري في إعداد دراسة جيولوجية بالمنطقة، كشفت عن وجود مخزون هام للمياه، ستسمح بإنجاز نقب بقوة تدفق قدرها 35 لتر في الثانية، حيث خُصص لهذا المشروع غلاف مالي قدره 70 مليار سنتيم، والذي سيشمل أيضا إنجاز شبكة نقل وتوزيع المياه بثماني قرى ببلدية العش، وهي؛ تيحمامين، أولاد أحمد، توأمة، براهمية، مسراح، أولاد حامة والمرجة. وتحسبا لفصل الصيف، طلب والي الولاية ضرورة اتخاذ إستراتيجية جادة لتغطية حجم الاحتياج، وإحصاء النقاط السوداء بمعظم البلديات عبر إقليم الولاية، على غرار بلديات رأس الوادي، تكستار، خليل، المهير والمنصورة، لمواجهة النقص المسجل في المياه الباطنية، من خلال الاستعانة بالصهاريج لتزويد السكان بالمياه، خاصة خلال شهر رمضان وفصل الصيف. ويأتي كل هذا في انتظار تجسيد المشروعين الضخمين لتحويلات المياه بالمنطقة الشمالية لصالح 08 بلديات وللمنطقة الغربية لصالح 05 بلديات، والتي ستتزود بمياه سد تيشيحاف من بجاية وتيلسديت من البويرة. ويشمل المشروع الموجود حاليا على مستوى اللجنة الوطنية للصفقات 13 بلدية بدوائر كل من الجعافرة، زمورة والمنصورة وبلدية ثنية النصر بمجانة. من جهتها سعت مديرية الجزائرية للمياه إلى تقليص حجم التسربات التي كانت تتسبب في نسبة 50 بالمائة من مشكل شح التزود بالمياه نظرا للكميات الكبيرة التي كانت تضيع، حيث أكدت مصالح الجزائرية للمياه أن شبكة التوصيل المنجزة بين سد عين زادة الذي يمون سكان عاصمة الولاية، وعدد من البلديات، قد قضت على مشكل التسربات، ما سمح بتوفير كميات هامة من المياه، بالإضافة إلى الأمطار والثلوج التي أدت إلى ارتفاع منسوب مياه السد، إلى جانب ارتفاع منسوب مياه نقب أم قريان ببلدية برج الغدير، الذي يمون هو الآخر سكان بلديات الجهة الجنوبية الشرقية بالمياه، وأحياء سكنية بعاصمة الولاية.