موظفون ينتظرون تنصيب الحكومة الجديدة لتحديد مصيرهم بالمجمّع شرع عدد من إطارات وموظفي المجمع العمومي لخدمات الهاتف الثابت والنقال والأنترنت باتصالات الجزائر في مغادرة المتعامل العمومي، مقررين الهجرة إلى المتعاملين الخواص “نجمة” و”جازي” بعد أن ضاقوا ذرعا من تصرفات الرئيس المدير العام الجديد، أزواو مهمل، الذي قالوا إنه باشر حملة تطهير واسعة بمجرّد تنصيبه على رأس المجمّع التاريخي. وحسبما كشفت عنه مصادر نقابية ل”الفجر”، قرر عدد كبير من المديرين والإطارات مغادرة اتصالات الجزائر بشكل نهائي بعد تقديم استقالتهم وإيداع ملفاتهم لدى إحدى شركات الهاتف النقال الخواص على غرار نجمة وموبيليس، لاسيما بعد حركة التغيير الواسعة التي شهدها المجمّع منذ قدوم الرئيس المدير العام أزواو مهمل الذي يبدو أنه، حسب ذات المصادر، قد قام باستقدام عدد من معاونيه ب”موبيليس” حيث كان يشغل منصب المدير العام وكذا الأشخاص المقربين منه في اتصالات الجزائر، حيث بات هؤلاء يشغلون مناصب مرموقة في حين أن باقي الإطارات والمديرين والموظفين لازالوا ينتظرون معرفة مصيرهم بعد أن تم منح مناصبهم لأشخاص جدد مع العلم أنه لم يتقرّر لحد الساعة المنصب الجديد الذي سيشغلونه. وطبقا لذات المصدر فإن التغييرات التي يشهدها المجمع في الآونة الأخيرة لا تخدم مصلحته لاسيما وأن مشاريع ضخمة لا تزال في الأفق، على غرار الجيل الثالث للهاتف النقال وتعميم شبكة الألياف البصرية وغيرها من البرامج الطموحة التي تتطلب الاستقرار والهدوء التام للشركة العمومية وتوفير المناخ المناسب للعمل والإبداع والقدرة على مواجهة المنافسة التي تفرضها السوق الوطنية والدولية للاتصالات. وحسب مصادر “الفجر” فقد كان المدير العام الجديد، أزواو مهمل، قد رفض الاجتماع بالموظفين حال تعيينه للتعرف عليهم مثلما جرت عليه العادة مع بقية المسؤولين الذين تعاقبوا على هذا المنصب إلا بعد 3 أسابيع من تنصيبه في حين فضل مهمل لقاءهم بشكل فردي، ما أثار استياء العديد منهم وجعل عددا كبيرا من هؤلاء الإطارات يتوقعون إقالتهم أو تغيير مناصبهم أو تحديد مسؤولياتهم وصلاحياتهم على أقل تقدير في أي لحظة. وكان أزواو مهمل قد عين رئيسا مديرا عاما على رأس المجمع التاريخي اتصالات الجزائر، خلفا للهاشمي بلحمدي الذي قدم استقالته لأسباب بقيت مجهولة ورفض الإفصاح عنها. وفصل مجلس إدارة اتصالات الجزائر في المسألة بشكل نهائي في الفاتح من أفريل المنصرم، خلال اجتماع حضره كل من وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال المنهاة مهامه موسى بن حمادي، والرئيس المدير العام المستقيل الهاشمي بلحمدي، بالإضافة إلى الرئيس المدير العام الجديد أزواو مهمل، حيث تم النظر في استقالة الهاشمي بلحمدي وتقرر تنصيب المدير العام لموبيليس سابقا أزواو مهمل على رأس اتصالات الجزائر، فيما كلف بمهمة تسيير المتعامل التاريخي للنقال موبيليس ساعد داما والذي كان يشغل من قبل منصب مدير فرعي باتصالات الجزائر. وقد احتج آنذاك عمال المجمع التاريخي بسبب حالة اللااستقرار التي كانوا يعيشونها نتيجة تعاقب 10 مديرين عامين على رئاسة المجمع في ظرف أقل من 8 سنوات، مع العلم أن 3 مدراء منهم يمكثون في الوقت الراهن بالسجن حيث طالبوا الإدارة بتوفير عامل الهدوء للتمكن من العمل وتحسين مستوى المردودية في أجواء مريحة، لا سيما بعد أن بات الحديث داخل أروقة المجمع العمومي في الآونة الأخيرة عن الكيفية التي يتم من خلالها الحفاظ على منصب موظف أو إطار بدل الاجتهاد لتحسين مستوى المردودية.