لقي عامل بشركة النقل بالسكك الحديدية (عامل صيانة) يتعدى عمره الثلاثين سنة ينحدر من ولاية المدية حتفه مباشرة بعد أن صدمه القطار الكهربائي بمنطقة ”الشفة” قادما من محطة ”العفرون” نحو ”الجزائر” في حدود الساعة العاشرة والربع صباحا، وقطع جثته إلى أشلاء تناثرت في كل الاتجاهات. وخلف الحادث صدمة وهلعا وسط المسافرين خاصة بعض النساء الحوامل اللائي كن على متن القطار وأصبن بالإغماء جراء المشهد المروع. تسبب الحادث في توقف القطار في المكان عينه وهو منطقة غابية كثيفة الأحراش من الجهتين وحقول القمح ليبقى الجميع ينتظر وصول مصالح الحماية المدنية بعد قرابة 30 دقيقة من وقوع الحادث، والتي وجد أفرادها صعوبة في جمع الأشلاء، حيث وجدوا الجثة ملقاة على الجانب الأيسر دون رأس وإحدى اليدين من خط السكة الحديدية، لينتبه بعض المسافرين ممن نزلوا من القطار الكهربائي لرأس الضحية واليد المفقودة تحت القطار مباشرة ليسارع أحد أعوان الحماية المدنية لانتشالهما ويقوم بتغطيتهما بغطاء أبيض، وبقي أفراد الحماية المدنية رفقة الضابط المسؤول برتبة ملازم مرابضين في مكان الحادث حتى وصول مصالح الدرك الوطني بعد قرابة ساعة من وقوع الحادث ليباشروا التحقيق لمعرفة الملابسات الحقيقية للحادث. واغتنم المسافرون والركاب الذين كانوا على متن القطار الكهربائي المتوقف في مكان الحادث الفرصة بمرور القطار السريع ”وهران- الجزائر” تفاديا لتعطلهم وتأخرهم ليستقلوه مواصلين رحلتهم. وذكر بعض زملاء الفقيد العاملين بمحطة بوفاريك أن الضحية تزوج منذ عامين ويقطن بمنطقة البرواقية بولاية المدية، وهو يقوم بمهمة مراقبة السكة الحديدية من خلال التثبيت بإحكام للبراغي على طول خط السكة الحديدية. وكانت المنطقة نفسها قد عاشت يوم السبت الفارط مصرع عجوز بعد أن دهسها القطار الكهربائي القادم من محطة ”العفرون” باتجاه محطة ”الجزائر” وبالضبط بين محطتي ”الشفة” و”البليدة” في منطقة كثيفة الأشجار والأحراش على جانبي السكة الحديدية. الضحية كانت ترعى أبقارها لما حاولت اللحاق بإحدى البقرات التي تخلفت عن القطيع متوجهة إلى السكة الحديدية، ليفاجئها القطار ويرديها قتيلة وهو الحادث الذي تسبب في اضطراب حركة سير القطارات دامت قرابة ساعة كاملة، وفتحت مصالح الأمن تحقيقا حول الحادث لمعرفة ملابساته الحقيقية.