رغم أن الإطعام يشكل أكبر قسط من الميزانية المخصصة للامتحانات الرسمية، إلا أن عشرات الشكاوى التي تلقتها ”الفجر” من طرف الممتحنين والأساتذة الحراس والمصححين، تكشف مدى ”التجاوزات” الحاصلة من قبل رؤساء المراكز، ومديريات التربية التي ”لم تسير الميزانية المخصصة لها بشفافية”، والتي أظهرتها علب التونة الفاسدة التي منحت طيلة أيام امتحان شهادة البكالوريا بالعاصمة، والتي مازالت تقدم في مراكز التصحيح، حيث أن صحة العديد من المصححين كانت في خطر بسبب توزيع وجبات ”متعفنة”. في هذا الإطار، أكدت عضو المجلس الوطني لثانويات الجزائر ”الكلا”، زينب بلهامل، أنه وللأسف، فإن خدمات الإطعام أضحت تثير مشكلا يصادف الممتحنين والأساتذة مع قدوم الامتحانات الرسمية، سواء ما تعلق بشهادة البكالوريا أو التعليم المتوسط أو امتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، بسبب ”رداءتها من جهة إن وجدت، أو لغيابها أصلا في العديد من مراكز الامتحانات”، ونقلت بذلك المشاكل العديدة التي واجهت الأساتذة والممتحنين في مركز فرانز فانون بباب الوادي حينما لم يجدوا ماء صالحا للشرب، حيث كانت القارورات تملأ من حنفيات المراحيض عوض أن توزع عليهم قارورات ماء جديدة. وأضافت أن الملاحظ غالبا في مراكز تصحيح البكالوريا بالعاصمة هو ”رداءة الطعام والشراب الذي يقدم إلى المصححين دون خوف على صحتهم”، ففي كل سنة - على حد قولها في تصريح ل”الفجر” - ”تعلو أصوات المحتجين عندما يستقبلون في قاعات الطعام بالروائح الكريهة المنبعثة من الصحون غير النظيفة المصففة أمامهم”. وطبقا لتقرير صادر عن المتحدثة - تسلمت ”الفجر” منه - فإن هذا ما حدث أيضا في مركز أحمد زبانة بالخروبة يوم 18 جوان الجاري ”فقد تعفن مرق الأرز، وكذلك السلطة بفعل الحموضة”، ما أغضب المصححين ودقوا على الطاولات بالملاعق احتجاجا، إلى أن جاء رئيس المركز فشكوا له الوضع وغادروا الثانوية، مهددين بمقاطعة التصحيح إن تكرر هذا المشكل وراحوا يتغذون في المحلات المجاورة. وتساءلت بلهامل ”هل يأكل رئيس المركز من هذه الأغذية المتعفنة؟ وهل يشرب القهوة والشاي المتبقيين من اليوم الماضي أم أنه يعامل معاملة خاصة تجعله لا ينتبه إلى ما يحصل للأساتذة؟”.