حاملو "الباك" بمعدلات مقبولة ينهارون لقلة التخصصات الممنوحة وتوقع بكثرة الطعون لم يتمكن 142 ألف و227 ناجح في شهادة البكالوريا بمعدلات مقبولة من إيجاد التخصصات التي تتناسب وطموحاتهم وفق لائحة الإمكانيات التي تمنح للطالب الجديد، والتي يشترط أن تتلاءم مع المعدل المحصل عليه في امتحان البكالوريا، حيث انهارت أعصابهم بعد أن علموا بالتخصصات الممنوحة لهم للاختيار، وهو ما خلق تسرعا في عملية التسجيل، التي مست حتى الناجحين بتقدير، في ظل فشل الأساتذة الذين تم تجنيدهم لتوجيه هؤلاء الطلبة، والذين قاموا ب”تغليطهم بدل مساعدتهم” بسبب جهل أغلبيتهم خطوات التسجيل عبر الأنترنت، رغم حرص وزارة التعليم العالي على التأكيد على ضرورة تنقل الناجحين إلى الجامعات وتفادي نوادي الأنترنت لإرشادهم أكثر. انطلقت أمس الإثنين التسجيلات الجامعية الأولية عبر الأنترنت، والتي أطرتها مختلف الجامعات عبر الوطن، غير أن الجولة التي قادت ”الفجر” إلى البعض منها بالعاصمة، كشفت سخط الناجحين وأوليائهم من عملية التسجيل التي ميزها ”عدم كفاءة” العديد من الأساتذة الجامعيين الذين تم تجنيدهم لتأطير الطلبة الناجحين في شهادة البكالوريا لدورة جوان 2012. ولدى تنقلنا إلى الجامعة المركزية ”بن يوسف بن خدة”، أي جامعة الجزائر 1، التي أشرف على انطلاق عملية التسجيل بها رئيس الجامعة الطاهر حجار، قابلتنا عند تنقلنا إلى القاعة المخصصة للتسجيلات والمتمثلة في المكتبة، الطوابير الكثيفة للطلبة الذين ينتظرون دورهم للالتحاق بالتسجيل وسط درجة الحرارة العالية التي ميزت الأجواء، والتي كانت نفسها في قاعة التسجيل لغياب المكيفات، التي لم نشاهدها رغم تأكيد أحد الأساتذة على تشغيل اثنين منهم، إلا أن ارتفاع عدد الطلبة حال دون برودة القاعة، التي زادتها معاناة الطلبة الذين لم يجدوا من يؤطرهم تأطيرا جيدا بسبب أن غالبية الأساتذة المجندين لمساعدتهم في التسجيل واختيار الرغبات، وتوضيح الخطوات يجهلون هذه الأخيرة، ويجهلون كيفية التنقل عبر الأبواب التي وضعتها وزارة التعليم العالي في موقع التسجيل الخاص بالأنترنت. والأخطر من ذلك أن هناك أساتذة غلطوا الناجحين قبل أن يتهربوا من العملية من أصله، ويستنجدوا بآخرين، والذين لم يكونوا أحسن منهم، وهو الذي أغضب الأولياء الذين أكدوا أنهم حرصوا على القدوم إلى الجامعة، وتجنب التسجيل عبر مقاهي الأنترنت أو في البيت من أجل إرشادهم قبل أن ”يتفاجأوا بجهل حتى الأساتذة للعملية”. ويأتي هذا في الوقت الذي تسرع الأولياء في عملية اختيار تخصصات أبنائهم بسبب الاختيار المسبق للاختصصات دون العودة إلى قائمة الخيارات التي تحددها علامة الطالب في شهادة البكالوريا، والتي يرتفع عددها كلما كان المعدل أكبر، وهو الذي أدى إلى انهيار معنويات العديد من الطلبة، إن لم نقل غالبيتهم خاصة الذين لهم معدلات مقبولة، من 10 إلى 12، باعتبار أن هذه المعدلات لم تسمح لهم بالحصول على رغباتهم التي كانوا يطمحون إليها. وفي السياق ذاته اشتكى خاصة حاملو شهادة البكالوريا، شعبة آداب وفلسفة، من العدد المحدود للتخصصات المدرجة في قائمة الخيارات التي لا يجب الخروج عنها، وذلك بعد أن ركزت غالبية التخصصات المتاحة على اللغات الإسبانية والإيطالية والألمانية، علما أن هؤلاء لم يدرسوها في الثانوي، إضافة إلى تخصصات الموسيقى، والحقوق والآداب والعلوم السياسية التي أدرجها غالبيتهم في الخانات الأولى، في حين لم يعرفوا ما يدونونه في الخانات السبع المتبقية، ما جعلهم يصرحون أن هذه التخصصات سترغمهم على معاودة اجتياز امتحان البكالوريا لزيادة حظوظهم أكثر. وعلى عكس هذه الفئة، كانت حظوظ المتفوقين بتقدير أعلى بكثير بسبب ارتفاع عدد التخصصات المتاحة في ظل انخفاض عدد اختيار بطاقة الرغبات التي تحوي 5 تخصصات فقط، ورغم ذلك سجلت ”الفجر” ارتباك الأولياء الذين تسرعوا في التسجيل دون تريث، ودون عمل بتوصيات وزارة التعليم العالي وبإرشادات بعض الأساتذة القائمين على التأطير الذين أكدوا أن فترة التسجيل الأولي مستمرة إلى غاية 13 من هذا الشهر، ولهم الوقت الكافي لدراسة التخصصات بتمعن. وفي هذا الصدد دعا المكلف بالإعلام والاتصال بجامعة هواري بومدين عبد الوهاب داهل الناجحين الجدد إلى ضرورة التوجه إلى الأبواب المفتوحة التي تقام على مستوى مختلف الجامعات المنتشرة عبر الوطن، قصد جمع أكبر عدد من المعلومات حول التخصصات الموجودة قبل الشروع في التسجيل الأولي، مضيفا أن الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا 2012 ”هم أحرار في اختيار طريقة القيام بالتسجيلات الأولية سواء في مقاهي الأنترنت أو انطلاقا من حاسوب المنزل أو في الجامعة”. في المقابل حرصت مديرية الخدمات الجامعية الجزائر-وسط على إيصال جميع المعلومات حول كيفية الاستفادة من الإقامات الجامعية من الإيواء والأكل، والنقل من خلال تنظيم أبواب مفتوحة على مستوى جامعة الجزائر 1.