(...) في الطريق صادف الأمير كيس الذهب فأعرض عنه، لكن عندما بلغ الرجلين اللذان كانا يتقاتلان نسي وصية الغول وهب ليصلح بينهما ووزع عليهما كيس النقود وأكمل الطريق وعند سفح الجبل وجد نسرين يقتتلان فتدخل ليفك بينهما لكن النسر الكبير اختطف الأمير وحلق به وبقيت لونجا اليتيمة ضائعة في الدروب الجبلية والغابات بعدما فقدت أباها والأمير، ركبت الحصان الذي كان يعرف جيدا منزل سيده حتى بلغ عين ماء كان خدم الملك يملؤون منها القرب فعمدت لونجا إلى قتل الخادمة السوداء ولبست جلدها وأخذت أواني الماء وانصرفت إلى القصر، عندما وصلت خاطبت رئيسة الخدم قائلة “وين نحط القربة يا لالا” نهرتها رئيسة الخدم قائلة ماذا جرى لك اليوم حطيها هناك وعندما حان وقت ربط الخيول والأحصنة عاودت لونجا المتنكرة في زي الخدم سؤالها وين نربطهم يا لالا لعنتها السيدة اذهبي اللعنة عليك كأنك تدخلين البيت لأول مرة، صارت لونجا خادمة في القصر وصار ذاك القصر يسمى قصر الأحزان بعدما انعزل الملك وزوجته يبكيان فراق ولدهما الأمير. قصد الملك الشيخ الحكيم وأبلغه بقصة الأمير فقال له عليك بذبح عجل سمين ونشره عند سفح الجبل وعندما تأتي النسور لتأكل يكون أحدها ثقيل الجناح لا يستطيع الطيران بسهولة عليك أن تضربه بعصا فيسقط الأمير من تحت جناحه، فعل الملك ما طلبه الشيخ الحكيم منه واستطاع أن يخلص ابنه من مخالف النسر لكنه كان ينازع الموت وصحته في تراجع، حمله إلى القصر حيث اعتنى به الخدم والحشم حتى تماثل للشفاء، فأقيمت في القصر السهرات والاحتفالات احتفاء بنجاة الأمير الذي طلب من والده الملك أن يزوجه في بداية الأمر فرح الملك كثيرا اعتقادا منه أن الأمير سيختار أميره مثله أو فتاة حسناء لكنه فوجئ بالأمير الشاب وهو يطلب منه الزواج من الخادمة بهت الأب كيف لابن ملك أن يتزوج خادمة؟ لكن أمام إصرار الأمير لم يكن أمام الملك إلا الإذعان، فتمت مراسيم الزفاف وعندما اختلى الأمير بعروسه تجلت له لونجا بكل آيات الجمال والحسن التي تليق بابنه غول عملاق في الصباح انبهر أهل القصر بجمال لونجا وانتشر حديث في البلدة كيف أن الخادمة السوداء صارت أميرة جميلة، فأطلق الأمير نكتة في وجوه من استفسر كيف صارت الخادمة أميرة فقال لهم “قمت بتسخين قدر ماء وضرب الخادمة بأعواد الرمان وترديد الجملة التالية وأنا اضربها شنشل جلدك يا بنت الطحان بن الطحان”، حتى انسلخت وصارت بيضاء ناصعة فما كان من أبناء الأسياد في الليلة الموالية إلا أن طلبوا من أهاليهم تطبيق نفس منهاج الأمير والزواج من خادماتهم لكن في اليوم الموالي كانت كل الخادمات قد توفين، والأمير يعيد الاحتفال في عرس بهيج بزواجه من لونجا وهو يردد على الحضور تفاصيل قصته.