في بلدة جميلة جلس الحاكم ذواللحية البيضاء والشاربيْن الطويلين مزهواً ببرنوسه الأحمر وحذائه الجلدي الموشوم برسومات، واضعاً في رقبته قلادة وخاتماً يلمعان لمعان البرق الخاطف كلما قبلتهما الشمس بأشعتها فيزداد المكان ضياء...تحت الشجرة التي اعتاد الجلوس في ظلالها يتزين المجلس بعدل الملك الذي بثّ الاطمئنان في القلوب ونشر الأمان في سائر أنحاء المملكة، كان الملك غارقا في التفكير في مستقبل ابنته واختيار عريس يليق بها من بين الكثير من الشباب الذين تقدموا للأميرة، فجأة خطرت على بال الملك فكرة إجراء اختبار للشباب، حيث أذيع في المملكة أن الملك يستقبل غدا كل الشباب الراغبين بالزواج من الأميرة ومن ينجح في الامتحان الذي سيجريه الملك تكون الأميرة من نصيبه. في اليوم المشهود جلس الملك على عرشه وأخذ في استقبال الشبان الراغبين في الظفر بيد الأميرة الحسناء، وكان الملك يسأل كل المتقدمين سؤالا واحدا ماذا يوجد في الجراب الذي يحمله على كتفه؟ فشل كل المتقدمين ماعدا شاب أنيق تبدو عليه ملامح الفطنة والذكاء، أعجبت الأميرة بوسامته وهي التي كانت تسترق النظر من خلف الحجاب، حيث بعثت إليه بإشارات أن الجراب يحتوى على وردة حمراء. أعجب الملك بذكاء الشاب وفطنته وتعجب من سرعة إدراكه لمحتوى الكيس، فقام بتزويجه بابنته وفاء بالعهد الذي قطعه، أقيمت الأفراح في حفل لم تشهد له المملكة مثيلا لكن فرحة الملك بابنته لم تدم طويلا، حيث فوجئ أهل المملكة في صباح مغبر باختطاف الأميرة من طرف زوجها الذي تحول إلى وحش غابي، حيث أغلق عليها في قلعة مظلمة في الجبال البعيدة. حزن الملك حزنا شديدا على فقدان ابنته الوحيدة ومما زاد في حزنه جهله بمكانها ومصيرها، لكنه تذكر حمامته الزاجلة التي تعوّد أن يرسلها إلى الأمراء والملوك، فكتب رسالة علقها في رجل الحمامة وأمرها بتسليمها لابنته. وصلت الحمامة إلى القلعة، حيث وجدت الأميرة حزينة ومكتئبة لفقدان الأهل والأحبة فاستقبلتها بشوق كبير وهي تشم فيها رائحة والدها السلطان، كتبت الأميرة ردا لوالدها السلطان تبثه الشوق وتشكو إليه سوء حالها وندمها على الزواج من الشاب الذي خدعها بجماله. عندما تسلم السلطان رد ابنته أصيب بحزن واعتزل الناس ردحا من الزمن ثم استدعى العجوز الحكيمة وطلب منها أن تساعده في استعادة ابنته، فكرت العجوز لأيام ثم طلبت من حرس السلطان إحضار الحرير ثم شرعت في حياكته حتى صار في شكل ثوب جميل وعند قدوم أبنائها السبعة طلبت من الملك الاختباء خلف الباب. دخل الأبناء السبعة ليجدوا أمهم منهمكة في الحياكة فسألوها لمن هذا الثوب الجميل؟ فأخبرتهم أنه للابن الشجاع منهم الذي يستطيع أن يقوم بمهمة صعبة تتمثل في إرجاع الأميرة الجميلة، أخذ الأبناء يستعرضون أمام والدتهم شجاعتهم قبل أن يظهر الملك من خلف الباب ويقترح عليهم أن يكافئهم مقابل إرجاع ابنته الأميرة. غادر الفرسان السبعة وهم يسيرون خلف الحمامة حتى وصلوا إلى القلعة المظلمة، كانت الخفافيش تحيط بها وتحرسها من كل جانب، عند منتصف الليل تسلل الفرسان السبعة إلى داخل القلعة واستطاعوا فتح الأبواب السبعة حتى وصلوا إلى مخدع الأميرة التي كانت في قبضة الوحش النائم، كان الوحش يصدر أصواتا مثل هدير المحركات. استطاع الفرسان السبعة حمل الأميرة والفرار بها بعد أن أغمي عليها من شدة التعب والفرح والذعر أيضا. بعد أن ابتعد الفرسان السبعة عن القصر بمسافة، ناموا لأنهم تعبوا من أهوال الليلة الماضية. عندما استيقظ الوحش ولم يجد الأميرة أرغي وأزبد وأرسل أصواتا أزعجت حتى حيوانات الغابة وخرج مهرولا باحثا عن الأميرة وهو يقطع ويدوس كل ما يعترض طريقه حتى الحيوانات فرت واختبأت من شره. اهتزت الأرض من تحت أقدام الإخوة واستيقظوا مذعورين وأخذوا في الركض والوحش يلاحقهم، أكبرهم اقترح إضرام النار في الغابة حتى يحترق الوحش لكن أصغرهم اعترض قائلا ”هل نسيتهم أن الشجرة مقدسة في أعرافنا ولا يجوز حرقها”، أوسطهم اقترح أن يواجه الوحش بسيفه، لكن في الأخير اتفق الإخوة على أن يواجهوا الوحش كرجل واحد فقاتلوا جميعا قتال الأبطال حتى قضوا على الوحش وعادوا بالأميرة،، لكن الفرح لم يدم طويلا في المملكة لأن صراعا كان قد نشب بين الإخوة وكل واحد منهم أراد أن يتزوجها عندما استشيرت الأميرة اختارت الشاب الذي فك ضفائرها من يد الوحش، قائلة ”جمال الرجل في عقله وليس في جسمه أوجيبه”.