غردت، ليلة أول أمس، شحرورة لبنان، الفنانة الرقيقة ومرهفة الحس "يارا" في سماء مسرح الهواء الطلق بقسنطينة، بوصلات غنائية تتحدث عن العشق والهوى وعن الرومانسية وقوة الحس الفني، أخذت الجمهور الغفير الحاضر إلى لحظات من السكون والهدوء النفسي في ليلة رمضانية امتدت إلى ما بعد منتصف الليل. الفنانة يارا وفي إحيائها لأول ليلة في الجزء الثاني من ليالي سيرتا تقدمت بالشكر والعرفان لكل محبيها والقادمين لسماع أغانيها من نقاط مختلفة عبر الوطن وأشادت بحسن الكرم والحفاوة التي وجدته بالجزائر من قبل السلطات والجزائريين، خاصة وأن زيارتها تأخرت نوعا ما بعد العروض التي قدمت لها في السنوات الماضية ولم تسنح لها الفرصة للطيران إلى أرض الشهداء إلا هذه السنة، كما أعربت عن إعجابها بعاصمة الشرق التي عبرت في كلمات مقتضبة عن جمالها وعن جمهورها الذواق للفن الأصيل والنظيف. يارا وبعد إحيائها للسهرة الثانية من مهرجان جميلة بعاصمة الهضاب سطيف قدمت باقة من أغانيها القديمة والجديدة ضمن ألبوماتها التي أصدرتها طيلة مسيرتها الفنية على غرار الرائعة التي غنتها مع فضل شاكر "الجو الحلو" وبعض الأغاني الخليجية التي تتقنها على غرار "صدفة" "وقولي متى شوفك"، إلى جانب بعض الأغاني الأصيلة لعمالقة الطرب على غرار الفنانة الراحلة وردة الجزائرية التي وقفت أمامها وقفة احترام وإجلال، ومن الأغاني الجبلية والبدوية اللبنانية. الجزء الثاني من السهرة ارتأى مؤطرو المهرجان أن تكون ذات طابع تراثي وقعها فنان المالوف القسنطيني المتحصل على المرتبة الأولى في المهرجان الوطني للمالوف عباس ريغي في طبع المايا والصبا أرقص الحضور الذي كان معظمه من الشباب. للتذكير، فإن التظاهرة ستستمر إلى غاية منتصف شهر أوت والذي من شأنه أن يرفع الحظر الفني الذي عرفته الولاية أمام قلة النشاط الثقافي خلال الصائفة الجارية. نشير إلى أن يارا ضيفة قسنطينة كانت لها أمس جولة عبر جسور عاصمة الشرق.