قرر الاتحاد الدولي لألعاب القوى أمس إقصاء العداء الجزائري توفيق مخلوفي من المشاركة في سباق 1500 متر، واستبعاده من النهائي المرتقب سهرة اليوم، وذلك على ضوء انسحابه من نصف نهائي سباق 800 متر أمس، حيث غادر العداء الجزائري الشاب السباق بعد أمتار قليلة من انطلاقته بداعي الإصابة. غير أن الاتحاد الدولي اعتبر أن انسحاب العداء الجزائري غير مبرر وذلك بعد الأخذ بعين الاعتبار التقرير الطبي الذي أكد قدرة مخلوفي على خوض سباق 800 متر. يأتي قرار الاتحاد الدولي ليحرم مخلوفي من الصراع على اللقب الأولمبي في نهائي 1500 متر، مادام أن لوائح الاتحاد الدولي تمنع انسحاب العدائين دون أسباب وجيهة من المنافسة، ويترتب عن ذلك معاقبة العداء المنسحب من جميع المنافسات التابعة لرياضة العاب القوى في الاولمبياد بما في ذلك سباق 1500 متر. وفي نفس الإطار، قررت البعثة الجزائرية بلندن تقديم طعن للاتحاد الدولي بخصوص استبعاد العداء مخلوفي، وهو الطعن الذي يبقى مدعما بالتقرير الطبي للعداء أمس الأول، حيث تعرض لاحتكاك أثناء مشاركته في نصف نهائي 1500 متر، وسينظر الاتحاد الدولي في الطعن المقدم، قبل الكشف عن القرار النهائي بخصوص مشاركته من عدمها، حيث لايزال الوفد الجزائري متشبثا بأحقية مخلوفي بالمشاركة في النهائي بالنظر إلى كون الإصابة حقيقية. وكانت الجماهير الرياضية في الجزائر تعلق آمالا عريضة على مخلوفي ابن سوق أهراس البالغ من العمر 24 سنة من أجل إيقاف سلسلة الخيبات وضمان أول ميدالية جزائرية في دورة الألعاب الاولمبية المقامة حاليا بلندن، خاصة بعد فشل صوريا حداد في الجيدو، والخروج القاسي للملاكم وضاحي أمس الأول، ما جعل فرصة الجزائر في الوصول إلى منصات التتويج مرتبطة بشكل كبير على نتيجة مخلوفي مساء اليوم، وبدرجة أقل إمكانية تألق الملاكم بن شبلة الذي بات على بعد منازلة واحدة من ضمان البرونزية. التقرير الطبي يؤكد مشاركته وقبل نزول خبر إقصائه أجرى العداء مخلوفي فحوصا طبية مساء أول أمس من أجل الوقوف على حجم الإصابة التي تعرض لها في نصف نهائي 1500 متر، حيث أكدت الفحوصات عدم خطورة الإصابة التي يعاني منها الرياضي الجزائري، قبل أن يعطي التقرير الطبي أمس الضوء الأخضر لمخلوفي من أجل المشاركة في نهائي 1500 متر المنتظر سهرة اليوم. وكان مخلوفي قد تعرض للإصابة على مستوى القدم اليسرى لدى احتكاكه بأحد المتسابقين في نصف النهائي ما تسبب في تعرضه لإصابة سطحية بالإضافة إلى نزيف خفيف، قبل أن يتعافى اللاعب بشكل نهائي أمس، حيث فضل مغادرة سباق نصف النهائي 800 متر منذ الخطوات الأولى وتفادي أي سيناريوهات قد تمنعه من المشاركة في نهائي 1500 سهرة اليوم، وهو النهائي الذي يعول عليه مخلوفي من أجل الوصول إلى منصات التتويج. لهذه الأسباب غامر مخلوفي في سباقين مختلفين وأما بخصوص السبب الحقيقي الذي دفع مخلوفي للمشاركة في اختصاصي 1500 و 800 متر معا، بالرغم من أن الكثيرين طلبوا منه التركيز على سباق 1500 متر وتفادي المشاركة في 800 متر تجنبا للإرهاق أو أي إصابات قد تحدث، إلا أن مخلوفي قرر خوض الرهان والمشاركة في السباقين معا، وذلك من أجل تعزيز فرصه في المشاركة في نهائي أحدهما، حيث كانت مخاوف مخلوفي في إمكانية الفشل في الوصول لنهائي 1500 متر، ما يعني أن 800 متر ستكون بمثابة فرصة إضافية للبحث عن منصات التتويج بالرغم من صعوبة الرهان، حيث أن فرص بطل إفريقيا في 800 متر كانت صعبة للغاية مقارنة مع الفرص الكبيرة له في 1500 متر. وبعد أن ضمن خوضه نهائي 1500 متر أمس الأول، قرر مخلوفي حسم الأمور نهائي ومغادرة 800 متر، خاصة وأن فرصه في 800 متر لا تبدو وفيرة بالنظر الى وجود العديد من الأبطال العالمين، فضلا عن تأثير الإرهاق، وهو العامل الذي كان بإمكانه أن يحد من طموحات العداء الجزائري في نهائي 1500 متر اليوم. ولكن كل هذا ستحسمه نتيجة الطعن الذي تقدم به الوفد الجزائري للهيئات المختصة.