تعرف عديد المراكز الصحية جنوب ولاية سيدي بلعباس حالة ركود تامة، أثارت استياء قاطني هذه المناطق النائية الواقعة بمنطقة الهضاب العليا بمئات الكيلومترات جنوب الولاية. وقد أضحت عبارة عن مراكز للإستقبال والتوجيه تنحصر مهمتها في توجيه المرضى إلى مستشفى دائرة تلاغ، على حد تعبير السكان، الذين أكدوا أن الوضعية على حالها منذ مدة زمنية بعيدة بمراكز بلديات واد تاوريرة، تافسور، بئر الحمام والضاية. فزيادة على نقص الإمكانيات البشرية من أطباء وممرضين، تنعدم بهذه المراكز جل الضروريات بداية بالأمصال المضادة للتسممات العقربية وتسممات الأفاعي، والتي تعد من الأساسيات التي يجب أن تتوفر عليها المراكز الصحية بهذه المناطق النائية باعتبار أنها تقع ضمن إقليم الهضاب الذي تكثر فيه مثل هذه الحيوانات والحشرات المؤذية والخطيرة على صحة الإنسان، حيث صرح بعض المواطنين أن عدد الإصابات بلسعات العقارب والأفاعي ترتفع خلال الفصل الحار بنسب كبيرة بسبب خروج الحيوانات من مخابئها بحثا عن الماء بعد تكاثرها، إذ يصل بها الأمر حد الدخول إلى مساكن المواطنين، ما يعرض سلامتهم للخطر بدليل إصابة العديد منهم بلسعات قاتلة أدخلتهم في رحلة شاقة للبحث عن المصل المضاد بسبب انعدامه بالمراكز الصحية، أين يضطر هؤلاء للتنقل إلى مستشفى جديد عيسى بدائرة تلاغ لتلقي العلاج. الأمر أثار استياء قاطني هذه المناطق الذين طالبوا بوضع حد لمعاناتهم التي لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدت ذلك بدليل انعدام أدنى الخدمات الصحية المقدمة للحالات الإستعجالية، ومن ذلك حالات الإختناق المصاحبة للأمراض المزمنة التي تتطلب العلاج بالأكسجين وارتفعت معدلاتها مع الإرتفاع القياسي لدرجات الحرارة، بالإضافة إلى المضادات الحيوية وعلاجات الحمى لدى الأطفال. أما النساء الحوامل فحالهن حال بقية المرضى، حيث لا توفر هذه المراكز لهم أدنى العلاجات، كما يتكفل ذووهم بنقلهم إلى مصلحة الولادات في ظل انعدام سيارات الإسعاف والمناوبات الليلية، وتستثنى من ذلك الإسعافات الأولية التي تضمنها هذه المراكز كتضميد الجراح وغيرها من العمليات البسيطة.