تستقبل المحطة المعدنية لقرية عين ورقة السياحية، بولاية النعامة، عشرات الزوار ممن يعانون من أمراض المفاصل والعظام ويبحثون عن التداوي والعلاج بمياه المحطة الحارة، ومن أجل ذلك أدرجت عدة عمليات لحماية وترقية الموقع السياحي عين ورقة ببلدية عسلة، جنوب ولاية النعامة، من أجل توفير ظروف ملائمة لجلب المستثمرين نحوها، حسبما أفادت به مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالولاية. تعتبر قرية عين ورقة من أكبر مناطق التوسع السياحي الثلاث شساعة بالولاية، إذ تتربع على مساحة 340 ألف هكتار، وهي منطقة تتميز بمرتفعاتها الجبلية وسهوبها التي تتوفر على منتوج معتبر من الحلفاء وأنواع الأعشاب الطبية الأخرى، كالشيح وآلال وغيرها. وتماشيا مع الطابع السياحي للمنطقة، تم إنجاز مركز للراحة والاستجمام لشريحة المجاهدين بهذه القرية، يتوفر على كافة المرافق الخدماتية وقاعات وأحواض للتنشيط الحركي والتطبيب باستعمال المياه المعدنية الساخنة. واستفادت تلك المنطقة التي تتوفر على خامات سياحية هامة إضافة إلى كونها منبعا حمويا يستقطب أعدادا معتبرة من الزوار والسياح، من إعداد دراسة تقنية لترقية هذا الموقع السياحي من خلال تهيئة الأرضية وإنشاء مساحات خضراء به، بالإضافة إلى ربطه بشبكة قنوات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، وكذا تهيئة المسالك المؤدية إلى هذا الموقع، استنادا إلى نفس المصدر. وتهدف هذه الدراسة إلى توفير آليات الاستقطاب السياحي لموقع عين ورقة واستغلال ما يتوفر عليه من إمكانيات طبيعية، لاسيما منابع المياه الحارة التي تستعمل في التداوي والعلاج والفضاءات المحيطة به، كالبحيرة القارية التي تأوي مختلف الطيور الماكثة والمهاجرة، والغابة المتحجرة ومحطات النقوش الصخرية والمغارات وجبال الملح والغاسول، وسلسلة من المتحجرات والمستحثات التي تشهد على حقب زمنية قديمة، كما أضاف مدير القطاع. وأشار سعود محمد، إلى إعداد دراسة تقنية متخصصة أخرى ستساهم في حماية موقع عين ورقة السياحي ومحطة الرسومات الصخرية الموجودة هناك، وهو المشروع المندرج في إطار تحديد الأوعية العقارية الموجهة للمستثمرين، والتي ستتكفل بتسييرها الوكالة الوطنية للتنمية السياحية من أجل ترقية وحماية خمسة مواقع سياحية بالولاية، وهي عين ورقة وحوض الدايرة و رويس الجير ومكثر وسيدي بوجمعة. من جانب آخر ولتسهيل التنقل من بلدية عسلة إلى منطقة عين ورقة، فقد جرى تزفيت وإزالة النقاط السوداء على مستوى الطريق الرابط بينهما والممتد على مسافة 24 كلم، فضلا عن تسجيل عملية لتزويد قرية عين ورقة بشبكة الألياف البصرية لربطها بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، علاوة على تسجيل مشاريع جوارية لفائدة المرأة الريفية وفلاحي المنطقة لمساعدتهم لمزاولة نشاطهم. كما تتواصل بنفس البلدية أشغال إنجاز مجمع للتطهير بطول 2700 مترا بغلاف مالي يفوق 39 مليون دج بغية ربط التجمع السكاني لعين ورقة بمصب موحد للقضاء على ظاهرة التفريغ العشوائي للمياه المستعملة وحماية المؤهلات الطبيعية والأماكن السياحية، لتلك القرية التي تتميز بموقعها الإستراتيجي الذي يجعل منها ركيزة لترقية الاستثمار في المجال السياحي بالولاية، حسب المسؤولين المحليين. وتتمثل أشغال التهيئة بموقع عين ورقة السياحي الممتد على مساحة 2367 هكتار في تهيئة المسالك المؤدية إليه وإيجاد بعض المرافق الخفيفة. وتم، مؤخرا، اعتماد وتأهيل مشروع استثماري للخواص عبر قرية عين ورقة السياحية يرمي إلى إنجاز قرية سياحية بالقرب من منطقة المحطة الحموية، على شكل استراحة ريفية ونزل ومحلات تجارية من أجل تقديم الخدمات الضرورية للسياح وعابري الطريق الوطني رقم 47 الرابط بين ولايتي النعامة والبيض.