وجه المنتخب الليبي الذي يستعد لمجابهة “الخضر” في 9 سبتمبر المقبل، في إطار الدور التصفوي الأخير المؤهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 المقررة بجنوب إفريقيا، إنذارا شديد اللهجة للمنتخب الجزائري، بعد تغلبه على فريق حمام الأنف من بطولة الدرجة الأولى التونسية بنتيجة 4-1. الانتصار الليبي بنتيجة عريضة يؤكد سيطرته على المباراة بالطول والعرض ويؤكد فضلا على ذلك اللياقة الجيدة التي يتواجد فيها المنتخب الليبي الذي داوم على تحقيق الانتصارات وهو ما يحتم على الكوتش فاهيد مراجعة حساباته جيدا لتفادي أي مفاجأة غير سارة أمام منتخب واصل صعوده العمودي نحو الأعلى. أربيش لم يجر تغييرات كثيرة اعتمد الناخب الليبي، عبد الحفيظ أربيش، على نفس التشكيلة تقريبا التي فازت على السودان، ما يؤكد أنه يراهن على الاستقرار ويسير بخطى ثابتة ليكون الفريق في جاهزية تامة لموعد 9 سبتمبر القادم. سيواجه اليوم رجاء بني ملال لن يخفض المنتخب الليبي ريتم تحضيراته، فرغم أنه وصل إلى بلاد صديقنا الملك البارحة فقط، إلا أنه سيلعب اليوم مواجهة ودية أخرى ضد نادي رجاء بني ملال. الوداد يعتذر ويعوض بالنادي البرنوسي لم يتبق على المواجهة الرسمية ضد الخضر سوى أسبوع واحد فقط، لكن مسؤولي المنتخب الليبي يصرون على تعويض ابتعاد لاعبيهم المحليين عن المنافسة بسبب تجمد البطولة الليبية بالإكثار من المواجهات الودية. فبعد مواجهة اليوم ضد رجاء بني ملال سيلعب رفقاء أحمد سعد يوم الثلاثاء أو الأربعاء مع نادي البرنوسي النشط ببطولة الدرجة الثانية المغربية وقد عوض هذا المنافس الوداد البيضاوي الذي أعطى موافقته في وقت سابق لمواجهة ليبيا لكنه اعتذر في آخر لحظة، وقد استحسن الليبيون هذا القرار لكونهم لم يهضموا اللعب أمام منافس كبير قبل أيام قليلة من مواجهة الجزائر. الليبيون يريدون تأخير المواجهة بساعتين كشفت تقارير إعلامية ليبية أن منتخب بلدها قد طالب بمواجهة نظيره الجزائر يوم 9 سبتمبر القادم بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء المغربية على الساعة الحادية عشرة ليلا (العاشرة حسب توقيت المغرب) برسم الدور الأخير من تصفيات كان 2013. لهذا السبب تسلقت ليبيا ترتيب الفيفا يعتبر منتخب ليبيا ثاني منتخب عربي في ترتيب الفيفا وهو من أفضل المنتخبات التي سجلت تحسنا ملحوظا في القارة الإفريقية، رغم الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي يعيش على وقعها هذا البلد، و أبرز دليل على ذلك سلسة النتائج الإيجابية التي سجلها منتخب “الجماهيرية” في التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، حيث أنه يتصدر المجموعة التاسعة برصيد 4 نقاط، حصدها من تعادل (1 / 1) عاد به من العاصمة الطوغولية لومي، ثم الفوز على الكاميرون (2 / 1) في مباراة أقيمت بملعب الطيب المهيري بصفاقس. ولعل ما يؤكد التحسن الكبير الذي عرفه منتخب ليبيا في السنتين الأخيرتين النتائج الباهرة التي ما فتئ يسجلها منذ انطلاق تصفيات “كان 2012”، لأنه أجرى إلى حد الآن 11 مباراة دولية رسمية، 6 منها كانت في إطار التصفيات القارية، حيث لعب في مجموعة ضمت منتخبات زامبيا، الموزمبيق وجزر القمر، وهي التصفيات التي أنهاها الليبيون من دون تذوق طعم الهزيمة، بعدما فازوا في كل لقاءاتهم في عقر الديار، مع تحقيقهم التعادل في كل خرجاتهم. آخر خسارة تعود إلى الكان 2012 هذا وقد كانت مشاركة منتخب ليبيا في نهائيات غينيا الإستوائية والغابون موفقة إلى أبعد الحدود، رغم أنه أقصي من الدور الأول، بعد انهزامه في لقاء الافتتاح مع منتخب غينيا الإستوائية (1 / 0)، ثم تعادله مع زامبيا (2 / 2)، قبل الفوز على السينغال (2 / 1)، ليأتي بعدها الدور على تصفيات مونديال البرازيل، حيث ظل الليبيون أوفياء لعاداتهم بالتعادل خارج الديار مع الطوغو، والفوز في اللقاءات المبرمجة في الداخل، رغم أن تدهور الوضع الأمني في ليبيا أجبر “الفيفا“ على تحويل اللقاء ضد الكاميرون إلى مدينة صفاقس التونسية. لم يخسر أي مباراة تحتسب داخل قواعده منذ 2008 هذه الأرقام تشير إلى أن المنتخب الليبي لم ينهزم سوى في مقابلة رسمية واحدة منذ سبتمبر 2010، في افتتاح “كان 2012” أمام غينيا الإستوائية، مع فوزه في 5 مباريات، وتعادله في 5 أخرى، من دون تضييعه أية نقطة في جميع مقابلاته المحتسبة داخل قواعده، وهي “القاعدة” التي تبقى سارية المفعول منذ جوان 2008، موعد انطلاق التصفيات المؤهلة إلى جنوب إفريقيا، وهي مؤشرات أولية توحي بأن مأمورية المنتخب الجزائري في الدور الأخير من تصفيات “كان 2013” لن تكون سهلة. نحو استدراك ما فات لم يسبق لمنتخب تسجيل حضوره في نهائيات كأس العالم، مقابل ضمان مشاركته 3 مرات في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، الأولى كانت سنة 1982، عندما استضافت الجماهيرية الليبية العرس القاري، وتأهل منتخبها إلى النهائي، إلا أنه خسر اللقب بضربات الترجيح أمام غانا، ليغيب 24 سنة عن الساحة القارية، قبل أن يعود ويسجل ثاني مشاركة له في دورة 2006 بمصر، حيث ودع المنافسة من الدور الأول بهزيمتين من مصر وكوت ديفوار وتعادل مع المغرب، لتكون ثالث مشاركة للكرة الليبية في النهائيات القارية في الطبعة التي جرت مطلع السنة الجارية ويؤكد أحفاد عمر المختار أن النظام السابق هي من كبح جماح منتخبهم وحرمه من تألق كان في المتناول. منتخب بروح الثوار عرف المنتخب الليبي بعض التعديلات بعد “الثورة الشعبية”، حيث أسندت مهمة تدريبه لعبد الحفيظ أربيش، مع احتفاظ فوزي العيساوي بمنصب المدرب المساعد، في حين شهدت التشكيلة الكثير من الروتوشات، إثر اعتزال الحارس والقائد سمير عبود وعمر داوود، والشطب المؤقت للنجم طارق التايب من التعداد، مع المراهنة على وجوه شابة جديدة سجلت حضورها بداية من تصفيات المونديال، أمثال الحارس محمد نشنوش والمهاجم أحمد مروان، وهي وجوه دعمت الركائز التي تتشكل أساسا من القائد أحمد عثمان، محمد المغربي، يوسف الشعباني، عبد العزيز بريش، علي سلامة وصانع ألعاب نادي حمام الأنف التونسي إيهاب البوسيفي، ليبقى وليد جلال من أهم الأوراق التي يراهن عليها المدرب أربيش في تفعيل الخط الهجومي برفقة مهاجم النادي البنزرتي التونسي أحمد الزوي الذي يعتبر الهداف الأكثر خطورة وفاعلية.