رحبت عديد الأحزاب السياسية بتعيين وزير الموارد المائية والموارد البيئية في الحكومة المستقيلة، عبد المالك سلال، على رأس الجهاز التنفيذي، خلفا للوزير الأول أحمد أويحيى، بعد تأخر دام نحو أربعة أشهر، شكل فيها تأخر الإعلان عن الحكومة الجديدة مادة دسمة للجميع. أعربت عديد أحزاب المعارضة عن ارتياحها بعد الإعلان عن تعيين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للوزير عبد المالك سلال، قائدا للجهاز التنفيذي في فترة من أصعب الفترات، التي ينتظر فيها الجزائريون الإصلاحات، التي وعدهم بها القاضي الأول في البلاد، سيما وأن التشريعات الأخيرة لم تكن في مستوى تطلعات الكثيرين بعد أن أبقت على المشهد السياسي، وهيمنة الحزب العتيد على أغلبية المقاعد البرلمانية في سيناريو لم يكن أحد يتوقعه بالنظر إلى رياح التغيير، التي هبت على عدة بلدان عربية وبوأت الإسلاميين في الحكم. سلطاني: ”كنا نريد حكومة سياسية لا تكنوقراطية” قال رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، في اتصال مع الفجر، إن الحكومة الجديدة ستكون تكنوقراطية وليست سياسية، كون وزيرها الأول، عبد المالك سلال شخصية غير متحزبة، في وقت الجزائر في أمس الحاجة لحكومة سياسية لإيجاد حلول للفساد السياسي الذي خلفه تزوير تشريعيات 10 ماي الماضي. وأضاف زعيم الحزب الذي غادر أحضان النظام إلى صف المعارضة بعد سنوات من المشاركة في الحكومة، أن الحكومة التكنوقراطية الجديدة بإمكانها إيجاد محل للمشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها المواطن، أما ما عداه فلا ينتظر منها الكثير. وفي تعليقه على شخص الوزير الأول، مالك سلال، قال سلطاني: ”سلال شخصية محترمة ومرموقة ومساره في هياكل الدولة معروف”. وحول تأخر الإعلان عن الحكومة بعد التشريعيات الماضية، أكد محدثنا أن الإصلاحات في الجزائر تأخرت مرتين، مرة خلال مصادرة إرادة الشعب خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، ومرة في الحكومة التي انتظرها الشعب ولم تكن في مستوى تطلعات الشعب، خاصة وأنها تأخرت كثيرا. تواتي: ”الحكومة تأخرت وتعيين سلال خيار الرئيس” قال رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، إن الحكومة تأخرت كثيرا، ما يعكس حسبه عدم التوافق في اتخاذ القرارات. ورفض ذات المتحدث التعليق على قرار رئيس الجمهورية، بتعيين وزير الموارد البيئية عبد المالك سلال وزيرا أول عقب تقديم حكومة أحمد أويحي استقالتها، أمس الأول، ”تعيين سلال وزيرا أول قرار الرئيس وهو سيد” . وأضاف الرجل الأول في الافانا، أن الأيام القادمة وحدها كفيلة بتقييم أداء الحكومة الجديدة ومدى قدرتها على معالجة عديد الملفات التي تنتظرها، مع الدخول الاجتماعي والانتخابات المحلية المقررة شهر نوفمبر القادم. حزب جاب الله: ”سلال من الإطارات الكفأة.. تنتظره مهمة صعبة” قال عضو المكتب الوطني بحزب العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، إن لا مشكل للحزب مع الوزير الأول الجديد عبد المالك سلال، فهو إطار من إطارات الدولة الكفأة غير المتحزبة، تقلد مناصب كثيرة في مؤسسات الدولة سواء كرئيس لدواوين في عدة وزارات أو كمكلف بحقائب وزارية. وأضاف النائب بالبرلمان، أن الوزير الأول، عبد المالك سلال تنتظره مهمة صعبة جدا، جراء تداعيات التزوير في التشريعيات الفارطة والطعن في شرعية البرلمان وأغلب مؤسسات الدولة، مشيرا في ذات السياق إلى أن ملف المحليات وتعديل الدستور سيكون أحد أهم وأصعب هذه الملفات، متمنيا له التوفيق في مشواره الجديد. ويرى ذات المتحدث، أنه كان الأولى تشكيل الحكومة بعد التشريعات مباشرة لكن آثرت تأخيرها للدخول الاجتماعي لامتصاص غضب المواطنين و”هذا الأسلوب بات معروفا لدى النظام الجزائري”.