اشتدت التظاهرات الشعبية في رام الله والعديد من محافظات الضفة الغربية وامتدت لمنتصف الليل، ضد الغلاء المعيشي، وذلك على حساب المظاهرات الفلسطينية التاريخية التي كانت ترفع ضد الكيان الصهيوني، وتعرف مدينة بيت جالا وقرية الخضر والعديد من القرى الفلسطينية، تجمعات وأعمال شغب في الشوارع تطالب بوقف ارتفاع الغلاء للمواد الغذائية والمحروقات وغيرها. و مام حالة الغليان الشعبي في فلسطين قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، أمس الأول، إنه مستعد أن يستقيل من منصبه إذا كان ذلك مطلبا شعبيا، وذلك بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات في الشوارع، تعبيرا عن الاستياء من ارتفاع تكاليف المعيشة في أنحاء الضفة الغربية، لكنه لم يقل أنه سيفعل ذلك. وكانت زيادة في أسعار الوقود نسبتها نحو 5 في المائة، قد أشعلت شرارة المظاهرات في مدن رام الله وجنين والخليل الفلسطينية، حيث أحرق المحتجون تمثالاً لفياض الذي أشرف على السياسة الاقتصادية حينما كان وزيرا للمالية حتى تم إبداله في ذلك الدور في ماي. وقال فياض للصحفيين في رام الله، "إذا كان هناك مطلب شعبي حقيقي، بأن أستقيل، وإذا كان ذلك سيحل المشكلات الاقتصادية، فلن أتردد في التنحي ولن أؤجله". وفي ترديد لصدى شعارات رفعت في مظاهرات الربيع العربي، طالبت الحشود بتنحي فياض، واتهمت المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي بالفساد وانتهاج سياسات تضر بالفقراء. ويواجه الاقتصاد الفلسطيني، الذي يعتمد على المساعدات، أزمة مالية متفاقمة بسبب هبوط المساعدات من الدول الغربية وبلدان الخليج الثرية ،وكذلك القيود الإسرائيلية على التجارة. وتعاني السلطة الفلسطينية عجزا في المصاريف الجارية وديونا خارجية، يبلغ كل منهما نحو مليار دولار، أو خمس الناتج المحلي الإجمالي، ويعاني خمس فلسطينيي الضفة الغربية، وعددهم 2.5 مليون نسمة من البطالة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الأربعاء، إن "الربيع الفلسطيني بدأ" وأن مطالب المحتجين بخفض تكاليف المعيشة "صائبة وعادلة". ولم يعبر في تصريحاته عن مساندته لفياض. وقال فياض "على الرغم من أن بعض شعارات (المحتجين) تسوؤني بشدة فإن حرية التعبير مكفولة". وفي خطوة للحفاظ على القضية الفلسطينية التاريخية، من المقرر أن يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة قريبا إلى تركيا، وذلك قبل بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإجراء استشارات رفيعة المستوى مع مسؤولين أتراك. وقال الموقع الرسمي لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية، إن عباس أعلن في وقت سابق أن بلاده سترجع للجمعية العامة للأمم المتحدة بغرض منح فلسطين وضع دولة "مراقب". وأضاف الموقع أن الهدف الرئيسي من زيارة عباس لتركيا هو مناقشة مبادرات الاعتراف بالدولة الفلسطينية مع المسؤولين الأتراك.