تشهد أجنحة المعارض بمتحف كتامة في وسط مدينة جيجل، مند نهاية الأسبوع، إقبالا كبيرا للزوار من مختلف الأعمار والشرائح للتعرف على عادات وتقاليد وثقافات أبناء جبال الونشريس بولاية غليزان، وهذا في إطار الأسبوع الثقافي لولاية غليزان بعاصمة الكورنيش. استقبل عناصر فرقة جيل عيساوة للفلكلور الشعبي الجمهور أمام مدخل المتحف بأنغام فلكلورية رائعة، جعلت العشرات من عشاق الزرنة يرقصون رغما عنهم وهم في غبطة وسرور. أما بداخل المتحف فقد سُجل إقبال كبير على جناح الصناعات التقليدية، كما هو حال الحاج زيتوني الذي قدم آخر ابداعاته في صناعة البرنوس وقشابية أولاد جلابة، التي تباع بين 6000 دج ومليوني سنتيم، وهو الخياط الذي ظل يحافظ على هده الحرفة لمدة 46 سنة رغم مشاكل المادة الأولية. أما الحرفي الشاب، بوسدرة إبراهيم، فقد تألق في صناعة الفخار والدوم، لاسيما الأواني الفخارية، القفة، أو السحفة والصلاية التي تستعمل للصلاة، والغربال والقنينة. وتفنن الحرفي ماحي رضا في نسج الزرابي والوسادات الغليزانية ذات الجودة العالية. أما بنات سيدي الازرق بلحاج، فقد تألقن كثيرا في عرض الأطباق، حيث صنعت الحرفية علام محجوبة، المعروفة باسم أمينة، الحدث بعرضها لحلوتها المميزة التي تصنعها بخلطة خاصة معروفة في الغرب، والتي أعطتها اسم السلاكة، وهي عبارة عن طبق حلو بمذاق مميز يشبه المشط في شكله، وهذا النوع من الحلوى يعرف شهرة كبيرة عند الغليزانيين، إضافة الى أطباق طعام الحموم "المشروب" الذي يشبه طعام الشعير، والمسمن والطورنو وطعام الزعتر والرقاق والشرشم، وغيرها من الاطباق التقليدية المشهورة.. عند أمينة التي استفادت من محل في السنة الماضية ودعم من الدولة للحفاظ على هذه الحرفة. من جهتها السيدة بن زرام يمينة، عرضت الملابس التقليدية التي تشتهر بها المنطقة، كالبلوزة والشدة والمجبود وغيرها من ملابس الأفراح والمناسبات. أما أعضاء جمعية الظهرة للفن والسياحة والآثار لمدينة مازونة، فقد عرضوا مخطوطات قديمة جدا لتاريخ المنطقة المليء بالأحداث، لاسيما أن مازونة خرج من ديارها في الماضي قبائل مغراوة لمساندة طارق بن زياد في فتح الأندلس ومن قواعدها العسكرية حكم الأتراك كامل الغرب قرنين من الزمن، ومن مدرستها التاريخية المتخصصة في العلوم الدينية والتفسير التي أسسها سيدي امحمد بن الشارف عام 1064ه تخرج عدة شيوخ منهم محمد بن علي السنوسي وابي راس الناصري وغيرهم. كما عرض الفنان التشكيلي براهيمي عبد الكريم، عدة لوحات فنية من المدرسة الإنطباعية تعالج تفاوت الأضواء في الطبيعة، وكذا تقنية الحرق على الورق للفنان سعاوي. فيما أطربت الفرق العصرية والمغربية وحتى فرق الأناشيد الدينية الجمهور الذي تعود على الحفلات المقامة كل مساء بمتحف كتامة.