لاتزال وضعية الطريق الوطني رقم 75 نقطة سوداء عكرت يوميات سكان المنطقة الشمالية لولاية سطيف، أين خصصت ما يزيد عن 120 مليار سنتيم للشطر لإعادة الاعتبار لهذا الطريق. وتمكنت من إنهاء أشغال الشطر الرابط بين دائرة بوعنداس بالحدود مع ولاية بجاية، في حين تأخرت المقاولة المكلفة بأشغال تهيئة الشطر الرابط بين منطقتي عين روى و زواوة، حيث لايزال مطبات وحفر الأشغال التي باشرتها آلات المقاولة تصنع المشهد المأساوي على متن هذا الطريق إلى غاية كتابة هذه الأسطر، مع العلم أن المدة المحددة في دفتر شروط مناقصة المشروع قد انقضت، لكن وضعية هذا الشطر لازالت تكبح الحركة المرورية بالمنطقة. وقد تحول أمر هذا الطريق إلى شبح تسبب في عزل ست بلديات كاملة على غرار كل من ماوكلان، تالة إيفاسن، بوعنداس، آيت تيزي، آيث نوال أومزادة، وبوسلام، وأضحى الأمر يتطلب أزيد من ساعتين لتجاوز هذا الشطر وخصوصا بالنسبة للمركبات ذات الوزن الثقيل المعبأة بمختلف المواد. وذات السبب بدوره جعل أسعار النقل ترتفع نظرا للصعوبات التي يتلقاها السائقون لاجتياز هذا الممر، ناهيك عن معاناة الناقلين المزاولين مهامهم في خط بوعنداس- سطيف، حيث أبدوا استياءهم الشديد جراء ما تخلفه وضعية هذا الطريق من خسائر مادية معتبرة على حافلاتهم. وأمام هذا الوضع يضطر الكثير من المتنقلين من المناطق المذكورة إلى عاصمة الولاية بالتنقل إلى مدينة بوڤاعة، ثم من هناك إلى عاصمة الولاية، مقحمين أنفسهم في قطع مسافات طويلة بدلا من المخاطرة بمركباتهم و أنفسهم بالتنقل على متن الشطر المذكور. وفي سياق ذي صلة أبدى عدد من السكان القاطنين على حواف هذا الطريق، على غرار سكان قرية بحان ولبغول، استياءهم الشديد تجاه مخلفات هذه الأشغال التي طال أمدها، لاسيما الغبار، الأمر الذي بات يهدد فلذات أكبادهم بأمراض خطيرة بانتظارهم حافلات النقل المدرسي على حواف هذا الطريق وسط الغبار المتطاير هنا وهناك، ولأوقات طويلة، خصوصا في الفترات الصباحية. لذا يناشد الكل السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل والإسراع في استكمال أشغال هذا الطريق، خصوصا أمام تسجيل بعض دعوات من طرف الناقلين للاحتجاج. في حين يؤكد المشرفون على المقاولة أن الوضعية الصعبة للمنطقة التي تسودها المرتفات والجبال صعّب مهمة استكمال الأشغال في وقتها، مؤكدين أنهم قاموا بتدعيم العملية بوسائل مادية وبشرية مؤخرا قصد إنهاء الأشغال في أقرب وقت ممكن.