حظيت هذه الأيام بالمشاركة في الطبعة السادسة من مهرجان سوق عكاظ الذي أعيد بعثه من طرف الأمير الشاعر خالد الفيصل أمير، منطقة مكةالمكرمة بعد أكثر من 15 قرنا من التوقف، وأنا هنا لا أريد القيام بتغطية لفعاليات هذا المهرجان الذي حمل هذه السنة شعار: ملتقى الحياة وأحتفي بالشاعر الفارس عنترة بن شداد العبسي، كما أني لا أريد أن أقوم مقام الشاعر العربي الجاهلي الكبير النابغة فأقوم بنقد ما ألقي من شعر في هذا المهرجان الذي تعددت نشاطاته من شعر وسياحة وصناعات تقليدية وعروض مسرحية وفولكلورية ومعارض للكتب وغيرها من النشاطات التي عجت بها باحة سوق عكاظو التي تبعد بحوالي 40 كلم عن مدينة الطائف، كما أني لا أريد أن أصف مشاهداتي لأن المساحة لا تسمح بذلك، لكن أريد أن أسجل إعجابي الكبير بالخيمة الضخمة التي شيدتها مجموعة ابن لادن على الموقع المفترض، إنها تحفة فنية بأتم معنى الكلمة، شيدت على مساحة إجمالية تقدر ب7652 متر مربع بها قاعة كبرى للعروض تسع 2702 مقعدا وعدة قاعات للمحاضرات وأجنحة للاستراحة ومكاتب للخدمات وعشرة أبراج كأنها صوامع أو منارات مستمدة من الطابع الإسلامي موزعة على المبنى الرئيسي للخيمة. وأنا أشاهد هذا المعلم الجميل حاولت أن تستذكر ذاكرتي المتعبة رجل أعمال واحد عندنا أسهم أو حاول أن يسهم في النشاطات الثقافية والفكرية والعلمية التي تقام في بلادنا وما أكثرها، والتي تتكفل بها الدولة وحدها، هل هناك ثري واحد فكر في التكفل بنشاط ثقافي يرضي ذوقه الفني أو طموحه العلمي أو حتى غروره وحبه للظهور، رجال أعمالنا يريدون الاستفادة من أموال الدولة والاستزادة من هذه الاستفادة... حتى تبني بعضهم للفرق الرياضية إنما جاء طمعا في الربح والتقرب أكثر من المسؤولين ومن ضرع البقرة، إن المساهمة في النشاطات الثقافية والفكرية يدخل في صميم المجتمع المتحضر المتنور وتجعلنا هذه المساهمة نتأكد من أن الثقافة مهمة الجميع، الدولة والمجتمع.