نوه مشاركون في الندوة التي كرّمت الأديب الراحل أحمد رضا حوحو، إسهام الكاتب في التعريف بالأدب الجزائري ورسم معالم خاصة به وكذا هو الشأن بالمسرح، انطلاقا من كتاباته الجريئة التي تتسم بالصحوة ونقل الواقع المعيش في ظل سيطرة الاستعمار آنذاك، مبرزين أنّ 70 من أعماله لاتزال طي النسيان ولم تنشر إلى غاية يومنا هذا. أكدّ، أول أمس، كل من صالح لمباركية خلال الندوة التي نشطها رفقة احمد منور، في إطار فعاليات صالون سيلا 17، على الدور الكبير الذي لعبه الراحل الأديب الجزائري أحمد رضا حوحو من خلال كتاباته في التعريف بالفن الرابع وتطويره في الجزائر بعد النصوص التي كان يقتبسها من المسرح العالمي، مضيفا أنه اقتبس لموليير، ولافارد وغيرهم من وراد المسرح الأجنبي، وأعطاها خصوصية جزائرية تلاءما مع الواقع المعيش والظروف التي كانت تمر بها الجزائر وقت الاستعمار الفرنسي، مضيفا أن جزء كبيرا من إنتاجاته الأدبية لم ينفض عليها غبار النسيان والإهمال، حيث تميزت بالصحوة والجرأة والدعوة إلى التمسك بالشخصية الوطنية، في الوقت الذي عمل المستعمر على فرض اللغة الفرنسية على الساحة الجزائرية. وأشار في الإطار إلى أنه أنتج عدة أعمال منها “البخيل”،”بائعة الورود”، ملكة غرناطة” وغيرها ، إلى جانب تلك التي اقتبسها وبنكهة جزائرية،، ولديه قصص كثيرة على غرار “حمار الحكيم” و”غادة أم القرى”. من جهته كشف الدكتور أحمد منور، المكلّف في وقت سابق بجمع كتابات الراحل، أن مجمل أعمال الكاتب لم تر النور بعد ولم ينشر منها إلا الثلث لأسباب كثيرة وأبرزها الإهمال، كما أن هجرته إلى السعودية كانت بهدف النهل والتعلم من العلوم وكذا التحرر من قيود الاستعمار المفروضة عليه بسبب كتاباته وتحركاته الثقافية، حيث أشار في الصدد إلى أنه أول من أدخل فن المسرح إلى هذا البلد، وبعد عودته القوية إلى الجزائر أسس جريدة “الشعلة” وانخراطه في جمعية العلماء المسلمين التي أتاحت له فرصة تحسيس وتوعية الشعب وشحذ هممهم ضد الاستعمار الغاشم. كما أبرز المتحدث علاقة رضا حوحو بالثورة التي عرفت تشكيكا من البعض، فيما أكدّ على ثوريته ونضاله ضد فرنسا بالقلم، والدليل اغتياله بجبل الوحش مع تضارب روايات كيفية وفاته.