استعرض عدد من الكتاب والمثقفين أهم أعمال الأديبين الراحلين أحمد رضا حوحو ومولود فرعون، وذلك خلال الندوة التي أقيمت مساء أول أمس تكريما لهما في إطار البرنامج الأدبي لمعرض الجزائر الدولي للكتاب. وتطرق المتدخلون في الندوة التي أدارها واسيني الأعرج، إلى مساهمات الكاتبين في إثراء الأدب الجزائري خلال الثورة التحريرية والأزمة الاجتماعية التي ألمت بالجزائر في تلك الفترة التاريخية التي “ارتبط الحديث عنها بأسماء هؤلاء الكتاب الذين برزوا من خلال نصوصهم الأدبية ووطنيتيهم الكبيرة، حيث عبروا عنها بأقلامهم فترجموا انتماءهم إلى هذا الوطن". وضمن هذا الإطار، قال نجل مولود فرعون إن والده استعمل اللغة الفرنسية في الكتابة إكراها، حيث أنه كان يخاف على إبداعاته من المستعمر. وأوضح رشيد فرعون أن أباه رأى ما يتعرض له “المعربون" من اضطهاد وتوقيفهم عن الكتابة من طرف الاستعمار؛ ففر إلى اللغة الفرنسية طمعا في توصيل رسائله عبر الروايات خصوصا ما تعلق منها بالحالة المزرية التي كان يعيشها الجزائريون آنذاك، والأوضاع الاجتماعية الصعبة في ظل الاستعمار، مضيفا “أبي لم ينحز إلى اللغة الفرنسية طواعية بل كان مجبرا على الكتابة بها، حيث أراد من وراء هذا أن يأمن شر العدو بالكتابة بلغته". وأشار المتحدث إلى ما كان يتعرض له “المعربون" من إقصاء من قبل الاستعمار ولهذا أراد مولود فرعون تجنب العدو عن طريق لغته، مؤكدا “لو اختار والدي اللغة العربية لما ترك في حاله ولما استطاع أن يوصل رواياته إلى القارئ الجزائري أولا والعالمي ثانيا". في السياق ذاته، تحدث الروائي واسيني الأعرج عن “التيمات" التي كتب بها الراحلان والممثلة خصوصا في تشريح المجتمع الجزائري، وتبيان ما يعيشه من قهر في فترة الاحتلال الفرنسي وعملهما على نقل تلك الصورة المظلمة التي كان عليها الشعب عبر فنيهما. وأكد واسيني أن مولود فرعون اختار الفرنسية في الكتابة لأنه كان الحل الوحيد المتاح له باعتبار أن المدرسة “الكولونيالية" الفرنسية عملت ومنذ بداية احتلالها للجزائر على ضرب اللغة العربية، ولو أن فرعون استعملها في رواياته لما استطاع أن يكمل الفن الذي أحبه، وأن يوصل هموم الشعب الجزائري إلى القارئ العالمي. من ناحية أخرى، تطرق الباحث صالح مباركي إلى مميزات الكتابة المسرحية لدى أحمد رضا حوحو التي أدرج أهمها في “الاقتباس"، موضحا أن الراحل عندما كان يقتبس من المسرحيات الغربية وخاصة منها الفرنسية؛ كان يراعي العديد من الجوانب كخصوصية المجتمع الجزائري، وتقاليده فكان يغير الأسماء والمكان احتراما لكل ذلك، ولهذا أتت مسرحيات رضا حوحو رغم اقتباسها، معبرة بصدق عن انشغالات المجتمع الجزائري كنصه “البخيل" الذي كان صورة للمجتمع الجزائري. ومن جانبه، قال الدكتور أحمد منور إن حوحو كان مناضلا بالكلمة ومدافعا عن المرأة وتشجيعها على التعلم وهو ما وضعه في عداء مع المجتمع بوصفه ب«المتعدي" على التقاليد في تلك الفترة.