بوعلي عبد القادر، مجاهد من الولاية الرابعة كان ضمن كتيبة الرحمانية التي تمركزت بجبال زكار تحت قيادة الشهيد الجيلالي بونعامة “السي محمد”. استعاد عمي عبد القادر في جلسة مع “الفجر” بعض تفاصيل معارك جبال زكار بالولاية الرابعة، وكذا الصعوبات التي كان مجاهدو الولاية يتحملونها من أجل جلب السلاح من تونس في الفترة الممتدة من 1956 إلى 1958، حيث عملت فرنسا كل ما بوسعها لعزل الثورة عن الشعب اعتقادا منها أن ذلك كان سيدفع الثوار إلى الاستسلام.. فإذا بها تتفاجأ بعزم أكبر جعلها بعد أربع سنوات تخرج من الجزائر صاغرة. عندما يتحدث عمي عبد القادر بوعلي عن مشواره الثوري، يقول “أنا من مواليد 24 أكتوبر 1935 بمدينة الشلف أوالأصنام سابقا، من عائلة متواضعة”.. كان أبوه موظفا بسيطا عند الإدارة الاستعمارية، شارك في الحربين العالميتين الأولى والثانية. كبر الطفل عبد القادر في هذا الجو حيث عايش عن قرب الظلم والحڤرة الاستعمارية التي كانت مسلطة على الشعب الجزائري، اضطر الطفل يومها أن يترك مقاعد الدراسة في السنة الرابعة ابتدائي في 1944 ويتوجه للعمل لإعالة العائلة لأنه كان أكبر إخوته. تنقل بعدها عمي عبد القادر بين عدة مهن، حيث اشتغل في حدائق البرتقال عند المعمرين الإسبان كما اشتغل في مرأب لتصليح السيارات. يروى المجاهد جزء من ذاكرته الطفولية إبان الحربين العالميتين، حيث يقول:”عانى الناس كثيرا من آفات الجوع والمرض وحتى الجراد الذي غزا المنطقة وساهم في تفاقم أزمة الجوع لدرجة أن الناس كانت تموت ولا تجد كفنا تدفن فيه، الناس كانوا يدفنون في ملابسهم”. انتهى الأمر بعمي عبد القادر الذي كان يومها يدخل عامه ال 15 عند تاجر سلاح فرنسي، أين كان يشرف على تنظيف المسدسات والبنادق، كانت هذه المهنة هي التي فتحت عيني الطفل على ما كان يعانيه الجزائريون من إهانة في المحاكم لأنه كان يقصد دار المحكمة، حيث يتابع وقائع تلك الجلسات عندما كان يذهب إلى الدرك لتنظيف السلاح لأن الخصومات يومها على الحدود والأراضي يتم فيها استعمال السلاح. كانت أول مرة خبر فيها الطفل امتلاك السلاح عام 1954، حيث اغتنم فرصة الزلزال الذي ضرب مدينة الشلف في أكتوبر من تلك السنة وأقدم على سرقة مخرن الأسلحة بمقر قيادة الدك الفرنسي.. وهو الخبير بالمكان الذي كان يقصده بحكم المهنة، حيث قام بإخفاء القطع المسروقة عند صديق الحداد بالمدينة. الشرطة الفرنسية التي شكت في أمره قامت باستدعائه للتحقيق لكنهم أطلقوا سراحه عندما لم يثبتوا عليه أي شيء.. “صحيح لم يعذبونا لكن الشيء الذي رأيناه في مركز الشرطة رهيب جدا”. بدأت أعين الشرطة الفرنسية تلاحق الشاب الذي كان يعشق التردد على دور السينما، إذ كانت التسلية الوحيدة أمام مراهقي تلك المرحلة، أين كانت تعرض الأفلام العربية التي تلقى رواجا كبيرا بين الأهالي، وكان المراهق عبد القادر بوعلي يتردد على السينما رفقة أصدقائه الثلاث عندما تعرفوا على كهل سبق أن كانت له تجربة في الهند الصينية، حيث شارك ضمن معارك الجيش الفرنسي هناك. عن طريق هذا الرجل الذي لم يعد يذكر اسمه صار الشاب شيئا فشيئا يفقه السياسة..”صحيح كنا نعرف أن الاستعمار ظالم وكان ثمة شيء يجب فعله لكن لم نكن نفهم كثيرا في السياسة”، هكذا يستعيد عمي عبد القادر تلك المرحلة ويضيف ضاحكا “كنت قد انتميت إلى نقابة العمال وكأنني صدقت أنني عامل ولديّ حقوق”. بدأ الطفل يميل أكثر فأكثر لمصادقة الرجل الغريب حتى كان يوما رافقه فيه في مهمة لوضع حد لاعتداءات المعمرين والشرطة على أبناء الأهالي الذين يعبرون الدروب الترابية عائدين إلى بيوتهم وهم يمتطون الدراجات التي لا تتوفر حتى على أضواء، لذا كانوا يتجنبون الطريق العام ويقطعون دربا ترابيا محاذيا لحقول البرتقال، ولكن ذلك لم يكن يجنبهم الاعتداءات والضرب بالسلاسل الحديدية. لم يضع المراهق وصديقه في الحسبان أن جماعة أخرى أكثر عددا كانت تتخفى وراء الأشجار، وعندما اشتبك الشاب و رفيقه مع من أوقفوهم على الطريق كان وابل من الرصاص ينطلق من الجهة الأخرى لحقول البرتقال، فما كان منهما إلا أن هربا تاركين الدراجتين. في الصباح كان الشاب قد تحول إلى مطارد من الشرطة الفرنسية. وبعد يومين التقى عمي عبد القادر بالرجل وأخبره أنه يجب أن “لا تمسك بنا فرنسا أحياء”، واختفى بعدها وبقي هو بدون أي اتصال لأنه لم يكن يثق في الأصدقاء.. كان ذاك منطق الثورة، والكثير من أفراد عائلته أبيدوا من طرف الاستعمار. يسترجع عمي عبد القادر جزء من هذه الذكريات باكيا..”ابن عمتي ذبحه الاستعمار أمامنا وأعمامه صعدوا إلى الجبال ولم ألتقي بهم إلا لاحقا عندما التحق هو الآخر بالجبال قبلها، كنت عازما على الأخذ بثأرهم”. اشتغل عبد القادر بوعلي لفترة قصيرة في البناء للتغطية على علاقته بالثورة قبل أن يكلف بجمع السلاح، لأن”الثورة لم تكن تعرف كل الأهالي الذين يملكون بنادق صيد بدون ترخيص من الاستعمار طبعا”، وفي 1956 بقي فترة بجبال الشلف لكنه كان عازما على الأخذ بثأر أبناء العائلة التي أبادها الاستعمار، فقام رفقة أحد رفقائه بعمليات ضد الشرطة والمعمرين بالمدينة قبل أن يلتحق نهائيا بالجبال، وتكون آخر مرة يعود لمكان عائلته بعد أن نصحته أمه بعدم العودة إلى “هذا المكان” لأن الشرطة تبحث عنه، يقول عمي عبد القادر:”عندما أتذكر كل هذا أقول مستحيل أننا عملنا كل هذا، كانوا يلقبونني بالقط لأني أخطات الموت أو أخطأني أكثر من مرة”. انضم عمي عبد القادر إلى الفيلق الذي كانت تحت قيادة السي محمد “محمد بونعامة” والسي موسي بوفاريك. يقول عمي عبد القادر عن جبل زكار:”جبل زكار وما أدراك ما جبل زكار، الحياة جد صعبة، قد تمشي أكثر من عشر ساعات لتجد نفسك لم تغادر المنطقة، زيادة على قسوة الظروف، لا أكل لا لباس لا أحذية، فرنسا فصلت بين الشعب والثورة، وكنا نعاني خاصة من نقص الأسلحة، بضع بنادق صيد فقط مقابل إقبال كبير للشباب على الالتحاق بالثورة هروبا من البطش الفرنسي، لا خيار ثالث أمامك إما تلتحق بالثورة أو تشتغل لحساب فرنسا التي لن تتركك في حالك خاصة إذا كنت شابا”. في 1957 كان كل واحد ينتظر دوره في قافلة الموت الظروف كانت صعبة جدا، كانت بحق أصعب سنوات الثورة في تلك الأماكن الوعرة، رغم ذلك لم يتوقف يوما الثوار على إعادة تنظيم الشعب وعقد جلسات سرية غالبا ما تكون ليلا مع الأهالي للتوعية وحشد الدعم الشعبي للقضية الوطنية، في هذه الفترة شارك عمي عبد القادر في عدة عمليات، منها الهجوم على ثكنة وتجمع للقومية، وهي القضية التي كانت محل خلاف بين الجماعة التي كان برفقتهم وكادت أن تكلفهم حياتهم..”تقرير تنفيذ العمليات كان صعبا جدا ولاحقا فهمنا أن صرامة الثورة كانت أمرا مطلوبا، لم يكن أمام القيادات خيار آخر غير هذا وإلا فشلت الثورة.. بعد مؤتمر الصومام انضم إلينا الكولونيل الصادق دهليس وعبد القادر كبدي الذي دخل إلى مليانة في النهار، وقاد عملية كبيرة استشهد على إثرها الكثير من الأبطال”. عملية المشاريخ وبداية طريق آخر يتوقف عمي عبد القادر عند اشتباك دشرة المشاريخ الذي تلاحمت فيه كتيبة الناحية الثالثة وانضمت إلى الفيلق الذي كان فيه عمي عبد القادر، استمر الاشتباك الذي جاء بعد أن قضت الكتيبة على كابتن من “لاصاص” كانت فرنسا تبحث عنه لأيام عديدة، كانت معركة ضارية استمرت إلى ما بعد الرابعة مساء أصيب فيها عمي عبد القادر، حيث اخترقت رصاصة رجله وفقدت الكتيبة أكثر من 22 شهيدا. يواصل عمي عبد القادر رواية بعض تفاصيل تلك المعركة فيقول “في الليل خرجت من المكان الذي كنت فيه، كانت الجيوش الفرنسية رابضة بالمكان وقد أشعلت النار، ولأنني كنت أعرف جديا الغابة قطعت دربا مخالفا، لقد صرنا مثل حيوانات الغابة ألفناها وألفتنا، لم تكن تهاجمنا. الرفقاء اعتقدوا أنني مت لأنهم وجدوا سلاحي وأغراضي بعد المعركة، وأنا وجدتني مجموعة من المسبلين المكلفين بحراسة الأماكن في الغابة، أخذوني إلى مركز علاج قريب كان يشكل مستشفى، بقيت هناك أربعة أيام وغادرت المكان قبل أن يتم الهجوم على المستشفى نتيجة وشاية، حيث هلك تقريبا كل المجاهدين الذين كانوا هناك، بعضهم أخذتهم فرنسا وكان يومها السي بلحسن، من عين الدفلى، مارا بالمكان كان من المقرر أن يكون كابتان بالمنطقة الثانية استبسل في معركة مع الفرنسيين حتى استشهد. يواصل عمي عبد القادر ويقول”أخذوني بعدها إلى زاوية فوق مارسو كانت مركزا لعبور الجيش وفيالق المجاهدين، كنت أنتظر تصريحا حتى أعود للكتيبة التي كنت أشتغل معها وصادف أن كان السي موسي رفقة كاتبه مارا بالمكان فطلب مني البقاء معهم، وافقت لأنني كنت مجاهدا ولا فرق عندي في أي منطقة أجاهد، وهكذا شكلنا كتيبة الحمدانية وكان معنا القائد الشريف ولد الحسين بقيت معهم إلى غاية أواخر 1957 وطلبت بعدها العودة إلى الكتيبة التي كنت معها، لم أستطع تحمل بعض المشاكل التي كانت تحدث كانت فترة جد صعبة في جبال زكار “لقد ربتنا الثورة وأدركنا لاحقا أن صرامة الثورة كان الطريق الوحيد لضمان نجاحها واستمرارها، كانت الثورة دولة قائمة بحد ذاتها وكانت الأدوار فيها مقسمة وموزعة بشكل دقيق ولولا تلك الصرامة لما نجحت الثورة. خضنا عدة معارك واشتباكات مع الجيش الفرنسي منها الهجوم الذي قدناه ضد ثكنة الدرك لڤورايا عشية هجومات 20 أوت الشهيرة، بعدها انتقلت للمنطقة الثالثة إلى أولاد بوعشرة، كنا في حمام ريغة وجبال بني سليمان، عرفنا أياما جد صعبة من نقص الغذاء وقسوة الظروف، أحسن واحد فينا كان يزن 45 كلغ، لولا الصبر والإيمان لما استطعنا الصمود، كنا نمشي لمسافة أيام و ليالي حفاة في البرد الشديد وننام في الثلج، كان يسمح لنا ب5 دقائق راحة في الساعة وتجمع لنا في ساعتين”. في مهمة إلى تونس.. طريق السلاح ليس سهلا ..”في ديسمبر 1957 اقترحت ضمن الكتيبة التي ستغادر إلى تونس لجلب السلاح للثورة، وهذا في الوقت الذي كنت أنتظر أوامر نقلي إلى كتيبتي التي قدمت منها لكن لم يكن أمامي خيار آخر غير أن أقبل المهمة، لم تكن لنا خيارات غير طاعة أوامر القيادة، كنا تحت مسؤولية أحد الرفاق يدعى جحا، غادرنا أولاد بوعشرة في ديسمبر 1957 تجاه تونس و كانت الظروف جد صعبة في الكتيبة، كان معنا بعض الإخوة حوالي 7 أو 8 من الذين فروا من الجيش الفرنسي وكانت لهم معارف عسكرية وتكوين، أما الباقي فكانوا كلهم من الذين التحقوا بالثورة بعضهم لا يعرف استعمال السلاح، في تلك الفترة كان الجبل يغلي بالقادمين، كل الشبان كانوا يلتحقون بالجبال لأن فرنسا شددت الخناق عليهم.. إما مجاهد أو حركي لا ثالث لهذين الطريقين”. “عندما انطلقنا إلى تونس مشينا مسافة 3 أيام وكنا نمشي في الليل فقط حتى وصلنا إلى جبال البابور، ومن هناك بدأت الصعوبات، التعب والجوع وقسوة الطريق، كنا حفاة نمشي لأيام تحت رحمة ما سنجده في الطريق وتحت رحمة أولاد البلاد، خاصة أن أعين الجيش الفرنسي كانت منتشرة في الكثير من الدروب، عندما دخلنا إلى الولاية الأولى حتى الذئب لم نجده هناك، لا جيش لا شعب و لا أي شيء، في الشيليا بقينا 11 يوما لم نتجرأ حتى على إشعال النار مخافة أن يتفطن الجيش الفرنسي لعبورنا بالمكان، كنا نقتات على نوع من الثمار الشوكي الذي يشبه الكرز يسمى الطاق. عندما وصلنا إلى تونس وجدنا الكثير من الكتيبات والفيالق التي جاءت مثلنا إلى هنا، وكنا قد عبرنا الصحراء لأن فرنسا أقامت خطي شال وموريس وفرضت حصارا خانقا على الثورة، في الصحراء وجدنا النساء وهن اللواتي تكفلن بنا لأن الرجال غادروا للجهاد أو في السجون الفرنسية، والاحتلال كان يفرض على العائلات التي تقطن الخيم أن ترفع كل صباح الغطاء عن جدار الخيمة حتى تصير مكشوفة للحوامات الفرنسية التي تراقب الحدود. في تونس اكترينا حماما لمدة 24 ساعة ومن شدة التعب نمت على “الحجرة السخونة” حتى الصباح، وكانت فرنسا في ذاك اليوم تقود عمليات في ساقية سيدي يوسف لأنها قدمت شكوى تتهم فيها تونس والمغرب بدعم الحرب في الجزائر وخلق مشاكل على الحدود، أقمنا بعدها في منطقة قريبة من تونس العاصمة، كان فصل الشتاء جد قاس، اضطررنا يومها لقطع ما يزيد عن 15 هكتار من الزيتون لاستعمالها كحطب للتدفئة، مكثنا حوالي 15 يوم وهي المدة التي كانت تمنح للمجاهدين للتدرب على استعمال السلاح. في طريق العودة كانت الطريق أصعب، كان المجاهد يحمل على كتفه كيس يصل وزنه إلى 54 كلغ، كنت أسميه أنا الاستعمار الداخلي، يضم إلى جانب بندقيتين ومسدسات بيريطا ومن 600 حبة إلى 900 حبة خرطوش وذخيرة و 5 كلغ من الروينة ودلو ماء وحذاء عسكريا وثياب جديدة وقنابل يدوية وقذائف آربي جي أوالبازوكا. في طريق العودة دخلنا على وادي سوف من الحدود مع ليبيا، كنا نقطع الدروب بخوف وحذر شديد مخافة أن تكون عيون الاستعمار تراقبنا، كانت حرارة شهر ماي تبشر بصيف ساخن، اضطررنا لشرب المياه المالحة التي كنا نحفر عليها في الوديان وحتى تلك لم تكن متوفرة، كان الخبز اليابس وجبة تأتينا كل 5 أو 6 أيام.. كانت أيام صعبة جدا. عندما وصلنا إلى الجبل الأبيض قامت القيامة لأن فرنسا كانت في انتظارنا هناك، فقدنا نصف الرجال وأكثر من نصف السلاح”.. توقف عمي عبد القادر عن السرد وهو يوشك على البكاء قبل أن يكمل حديثه:”كنا نرى إخوتنا يموتون وهم يتوسلون.. رجاء أعطيني حبة في الرأس حتى لا تأخذني فرنسا حيا.. ومن يستطيع قتل أخيه ورفيقه في الجهاد؟!. كنت من ضمن الجرحى الذين عادوا إلى الحدود وبقينا حوالي شهرين ومن هناك عدت إلى الولاية الأولى. في 1958 شكلنا فليق الولاية الرابعة، أطلقنا عليه فيلق بن بوليعد على اسم البطل الشهيد مصطفى بن بولعيد، كان الفيلق برتبة الحرس الجمهوري الآن، وهو تابع للحكومة المؤقتة، وبقيت فيه إلى غاية الاستقلال . يتحدث عمي عبد القادر عن إنجازات الاستقلال ويقول “أكذب لو قلت إننا كنا ننتظر أن نشهد الاستقلال، الثورة كانت معجزة تحققت بفضل الصبر والإيمان أكيد أن الجزائر شهدت إنجازات كبيرة، لكننا اليوم نطالب باحترام رموز الثورة والمجاهدين وأخشى أنه فات الأوان لتسجيل تاريخ ثورة التحرير المجيدة، لأن أغلب المجاهدين اليوم تعبوا وفقدوا جزءا كبير من ذكرياتهم تحت تأثير المرض والتعب وثقل السنين، وتسجيل الذاكرة الثورية ليس أمرا سهلا”.