انتفض أساتذة برج باجي مختار وتيمياوين، على سيناريو الموت المتكرر خلال كل موسم على مستوى صحراء تنزروفت المرعبة التي يضطرون لتجاوزها بغية بلوغ مؤسساتهم، وندّدوا ب ”تجاهل” السلطات إزاء الخطر الذي يحدق بهم والذي أودى بحياة العشرات من زملائهم، مطالبين بطائرة خاصة تتولى مهمة نقلهم لتفادي الموت المتربص بهم. نظّم أساتذة برج باجي مختار وتيمياوين، أمس، وقفة احتجاجية بمؤسساتهم المتضمنة جميع الأطوار تنديدا بالأخطار التي يضطر زملاؤهم لمقاساتها بعيدا عن اهتمامات المسؤولين، خاصة على مستوى طريق تنزروفت المميت الذي سبق وحصد عشرات منهم، حيث عبّروا عن بالغ امتعاضهم من الوضعية الكارثية التي يتواجدون عليها بسبب عملهم بمناطق تقع بعمق الصحراء دون أدنى الضروريات، في وقت يتطلب الوصول إليها المرور عبر طريق الموت الذي أودى، أول أمس، بحياة 14 شخصا، اثنان منهم أستاذين بالمتوسط ويتعلق الأمر ”بدليمي محمد” أستاذ في الرياضيات و”الحاج قدور محمد” الذي يعمل كمساعد تربوي. وأكد الأساتذة في اتصال ب ”الفجر” إلى أن حادث، أول أمس، كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت الأساتذة يقررون توجيه بيان احتجاج إلى جميع الوزارات المعنية بمأساتهم على أمل الخروج من هذه الأزمة، مطالبين بضرورة توفير طائرة خاصة تقلهم إلى مؤسسات عملهم باعتبارهم يخاطرون بحياتهم في كل مرة يحاولون فيها العودة إلى أقسام التعليم، وضربوا موعدا لاحتجاج يشل الدراسة، ولن يقتصر على ساعتين فقط، كما عمدوا إليه، أمس، وإنما سيستغرق بعض الوقت إلى حين الالتفات إلى مشاكلهم. وأوضح ممثل الأساتذة إلى أن زملاءه يشكون من عدم الإقرار بمأساتهم، حيث سبق وأن استدعت الإدارة أحد الأساتذة للتدريس بالمنطقة لكن مشيئة الله قدرت أن يلفظ هذا الأخير أنفاسه في صحراء تنزروفت الموحشة، وهي الحادثة التي أجّجت الوضع واتخذ على إثرها الأساتذة موقفا مشتركا للتحسيس بمعاناتهم، مطالبين بوضع حد للامبالاة المسؤولين ورفعوا التحدي لمواجهة التهميش الذي يتعرضون له في سبيل تأدية واجبهم.