آفة تستفحل وتؤرق المصلين.. لازالت آفة السطو على الأحذية عبر المساجد تستفحل وللأسف في مجتمعنا وتزعج المصلين وهي الظاهرة التي تشهدها خاصة قاعات الصلاة المخصصة للرجال لكونهم الفئة الأكثر ترددا على المسجد في كامل الصلوات الخمس على مدار اليوم وفي يوم الجمعة بشكل أخص مما يشكل فرصة للصوص الأحذية في سرقة النعال لاسيما الماركات العالمية التي تسيل لعابهم وهي من ضمن القضايا التي عالجتها المحاكم في أكثر من مرة وفرضت تشديد العقاب على المتورطين بعد تعدّيهم على حرمة وقدسية المسجد. حدادي فريدة المساجد رغم قدسيتها صارت ملاذا للصوص فمن سرقة الأحذية إلى مصابيح الإنارة وحتى أموال الزكاة والمصاحف لم تسلم من سطو لصوص المساجد وهي ظاهرة تتواصل على الرغم من خطورتها فهي تعد من الذنوب الكبيرة لكونها وقعت في بيت الله وفي زمان أداء واحدة من أعظم الفرائض وهي فريضة الصلاة عماد الدين الإسلامي الحنيف. لصوص الأحذية في قبضة الأمن كثيرا ما يقع لصوص المساجد في قبضة الأمن وكأنها عقوبة دنيوية من الله سبحانه وتعالى بحيث تعالج مراكز الأمن وكذا المحاكم العشرات من تلك القضايا يمتثل فيها اللصوص في قضايا يندى لها الجبين بعد تعديهم على بيوت الله وخيانة المصلين أثناء خشوعهم في تأدية فريضة الصلاة فيتربصون بهم ويسرقون نعالهم وحتى أموالهم من المعاطف بعد تعليقها وهو ما وثقته كاميرات المراقبة وأظهرته فيديوهات نشرت على نطاق واسع عبر الوسائط الاجتماعية، الغريب في الامر ان اللصوص يتصيّدون الأحذية من الماركات العالمية بغية إعادة بيعها فهي فرصة لهم لتحقيق مداخيل حرام دون عناء. مؤخرا ألقت شرطة سطيف القبض على سارقين وحسب ما جاء في التفاصيل فإنّ الشخصين يبلغان من العمر 19 و22 سنة تورطا في سرقة أحذية المصلين من أحد المساجد بوسط المدينة وحسب بيان أمن سطيف فإنّ التحقيق في القضية جاء عقب دوريات نظمها عناصر الأمن الحضري الأول بقطاع اختصاصهم لحماية الأموال والممتلكات ليلفت انتباههم شخصان بدت عليهما علامات الارتباك عند مشاهدتهما للدورية وبعد توقيفهما والقيام بعملية التفتيش القانونية عثر بحوزتهما على حقيبة ظهر كانت مملوءة بأحذية رياضية لعلامات وماركات باهظة الثمن وبيّن التحقيق الذي باشرنه الضبطية القضائية أن المشتبه فيهما كانا يترصدان الوافدين إلى المساجد قصد انتقاء الأحذية ثم الاستيلاء عليها. كما غزت تلك القضايا المحاكم أمام حيرة الهيئة القضائية من تورط البعض في تلك القضايا التي تمس الدين الإسلامي الحنيف والأخلاق وأعراف المجتمع الجزائري وتحضرنا قضية وقفنا عليها أمام محكمة سيدي أمحمد في الجزائر العاصمة أينمثل شاب تسلل إلى المسجد بغية السطو على مصباح كهربائي وأثناء مثوله أمام قاضية الجلسة احتارت من نوع الجرم وعاتبته بالقول: زيد اسرق مصحف لتبيينها خطورة الجرم أمام دهشة وذهول كل الحاضرين بالجلسة من الفعل المرتكب من طرف المتهم. طرق مبتكرة لحماية النعال سرقة الأحذية تحولت إلى مشكل يؤرق المصلين في مكان كان من الأجدر ان يكون مكانا للطمأنينة وراحة النفس والخشوع في الصلاة الا ان بعض مرضى النفوس حوّلوه إلى مكان للتعدي على ممتلكات الغير وسرقتها دون وجه حق مما أدى بالمصلين إلى ابتكار طرق لحماية أحذيتهم والتفرغ بعدها إلى الصلاة والخشوع فصارت الأكياس البلاستيكية السوداء رفيقا دائما لبعض المصلين بل اغلبهم من اجل إدخال الحذاء إلى قاعة الصلاة كسلوك مسموح بسبب انتشار ظاهرة السطو على الأحذية كما كان وضع رفوف بمفاتيح ببعض المساجد حلا لحماية الأحذية من السرقة . في حين اتجه بعض المصلين إلى استعمال ارخص النعال أو النعال البلاستيكية لارتدائها أثناء التوجه إلى بيوت الله لكي لا تكون مطمعا للسارقين الذين يتصيدون الأحذية الباهظة الثمن بهدف بيعها وهي كلها طرق مبتكرة في زمن التعدي على حرمة المساجد من طرف ضعاف النفوس ومرضى القلوب خاصة وأن السرقة عبر المساجد من أخجل الظواهر التي تعقد لها الالسن وتذهل لها العقول في بلد إسلامي ومجتمع محافظ. كما كانت الكاميرات حلا للإطاحة باللصوص في بعض المساجد بحيث انتشرت في أكثر من مرة فيديوهات تفضح لصوص المساجد وعادة ما تظهرهم أثناء عملية السرقة للنعال بحيث انتشر فيديو يظهر عملية سطو على أحذية المصلين أثناء صلاة الفجر في أحد مساجد سوق أهراس الفيديو وفق ما أكده نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي التقطته كاميرات المراقبة لمسجد مالك بن أنس بمنطقة سدراتة في ولاية سوق أهراس وقال النشطاء إنه تم الاستيلاء على قرابة الأربعين حذاء في مشهد صادم لم يراع حرمة المسجد وهو خيانة عظمى للمصلين الذين أسلموا وجههم لله عز وجل في حين اختار آخرون سرقة ممتلكاتهم. وتبقى آفة السرقة من المساجد والتي لم تقتصر على الأحذية فقط بل زحفت إلى المصابيح والكوابل الكهربائية ومكبرات الصوت وصناديق الزكاة وحى المصاحف من اخطر الجرائم التي تمس القيم والأخلاق ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف في أطهر وأنقى مكان المسجد وهو مكان للعبادة والتضرع والخشوع.