أوضحت التحقيقات الأخيرة المنجزة من طرف مصالح الدرك الوطني أن الشبكات المختصة في التزوير أصبحت تستهدف السيارات محل حادث مرور، والمهربة عبر الحدود والسيارات المسروقة خارج الوطن والمستوردة بوثائق أجنبية مزورة، إضافة إلى السيارات المسروقة داخل الوطن. توقيف 335 شخص واسترجاع 143 سيارة عالجت وحدات الدرك الوطني خلال 8 أشهر الأولى 225 قضية تزوير في الوثائق الإدارية، وكذا الأرقام التسلسلية للسيارات أين سجلت أكبر عدد قضايا التزوير في ولاية باتنة ب 37 قضية تزوير تليها الوادي ب 29 قضية والطارف ب 20 قضية.واتخذت وحدات الدرك الوطني إجراءات صارمة لشل نشاط عصابات سرقة المركبات بتحليل الظاهرة، والتي خلصت إلى إعداد بطاقات تحليلية مرفقة لشبكة الطرقات مجسدا عليها نقاط ارتكاب السرقات، برمجة خدمات خاصة في إطار شرطة المرور، مراقبة الإقليم طبقا للمعطيات المتوفرة باستغلال الخريطة الإجرامية، إضافة إلى الاستغلال الجيد للمعلومات المتحصل عليها والتنسيق الفعال مع مختلف وحدات الدرك الوطني، والتنسيق مع دائرتين على مستوى معهد علم الإجرام (دائرة فحص المركبات ودائرة الوثائق)، مهمتهما مراقبة وإجراء الخبرة على السيارات المشبوهة من طرف دركيين خبراء تقنيين، فدائرة فحص المركبات تقوم بالفحص الدقيق لسيارة بكل خصائصها الداخلية والخارجية كمرحلة أولى. وفي المرحلة الثانية، تقوم بالفحص الدقيق للوحة الصانع، الرقم التسلسلي، المحرك وعلبة السرعة باستعمال تحاليل كيميائية والاستعانة ببنوك معلومات فيما يخص كل أنواع السيارات ليصل إلى تحديد التزوير في السيارة، أما دائرة فحص الوثائق فتتولى مهمتها بمراقبة وفحص دقيق للوثائق بعدها مقارنة الوثائق المزورة بالوثائق الأصلية لاستخراج الكيفية المستعملة من طرف المزورين. بائعو قطع الغيار المستعملة وأجزاء السيارات المفككة تحت مجهر الدرك وتسمح هذه الإجراءات للمختصين بإعداد تقرير تقييمي وتقني علمي حول التزوير المستعمل، وتشديد الرقابة على بائعي قطع الغيار المستعملة وأجزاء السيارات المفككة، وعلى أسواق بيع السيارات مع مراقبة كل السيارات المعروضة للبيع، مع تكثيف الدوريات عبر الطرق والمحاور المحتمل استعمالها من طرف المجرمين، ووضع سدود متنقلة عبر مختلف شبكات الطرق، إضافة إلى فرض الرقابة على أصحاب محلات صناعة واستنساخ المفاتيح لتفادي أي شخص يتقدم لاستنساخ مفتاح مركبة ما بدون تقديم بطاقته الرمادية. كما عمدت قيادة الدرك إلى تطبيق مخطط بحث سريع عند حدوث أي سرقة للمركبات. الحيل المستخدمة من طرف عصابات سرقة السيارات وتختلف الأساليب المستخدمة في سرقة السيارات من عصابة إلى أخرى، ومنها اعتماد المجرمين على استدراج الضحية خاصة أصحاب سيارات الأجرة أو شاحنات النقل العمومي لنقلهم إلى أماكن يحددونها مسبقا، مقابل مبلغ مالي مغر، وبخطة محكمة يتم توجيههم نحو الطرق الثانوية للانفراد بهم بعيدا عن الأنظار حيث يتم الاستيلاء على مركباتهم. كما توجد خطة أخرى عن طريق قيام المعتدين بمحاصرة الضحية بسيارتين، مجبرين إياه على التوقف اضطراريا ثم الاعتداء عليه وسلب سيارته، أو القيام بتتبع سيارة معينة ينوون مسبقا سرقتها إلى غاية وصولها إلى ممهل ثم يقومون بالاصطدام بمؤخرتها ليرغموا سائقها على التوقف لغرض التأكد من سلامة سيارته وعند نزوله يعتدون عليه ويسلبون سيارته، إضافة إلى الترصد للضحايا في أماكن صعبة أو أماكن تقل فيها حركة المرور، إلى جانب القيام بنسخ مفاتيح السيارات ثم الترصد لصاحب المركبة بعد الحصول على رقم تسجيلها وعند ركنها تتم سرقتها بسهولة والتحايل على صاحب السيارة بعد الاتفاق على شراء مركبته، أين يتم التنقل معه إلى مكان مبرمج مسبقا ليتم الاعتداء عليه وسرقة سيارته.