يروى أن أخوين غير شقيقين كانا متحابين، تعاونين ومرتبطين ببعضهما إلى حد لا يوصف، وكانت الأم تفضل ابنها عن ابن زوجهاخاصة وأن زوجها كان له مال كثيرا وتجارة مربحة، تسعى ليرث ابنها كل ثروة أبيها وتقصي ربيبها من تركة والده، لذا كانت الأم تعمل كل ما بوسعها لتفريق الأخوين عن بعضهما وكانت لا تفوت أي فرصة أو مناسبة لتظهر لربيبها أنها تفضل ابنها عنه. كانت الأم تقوم بهذه التصرفات حتى تزرع الحقد وتوغر صدر الأخ عن أخيه. الشاب كان يبتلع كل إهانات زوجة أبيه ولا يرد عليها، حتى كان اليوم الذي خرج فيه الأخوين للصيد وقد حضّرت الأم لكل منهما وجبته، وعندما جلسا للاستراحة وفكا راحلتهما وجد أحدهما في كيسه ”كسرة القمح البيضاء” فيما وجد الربيب كسرة ”البشنة الخشنة” فهم رسالة زوجة أبيه وعندما فرغا الأخوين من غذائهما جمع الأخ رحيلته وقال لأخيه: حان الوقت يا أخي لكي نفترق، احتج الأخ على أخيه وقال له: لكن لماذا نفترق نحن أخوين نحب بعضنا ويجمعنا دم واحد و صير، واحد لكن الأخ الأكبر أخد شيء من كسرته وشيئا من كسرة أخيها وقام برميها فوق الماء، فصعدت كسرة ”البشنة الخفيفة” فوق الماء فيما غاصت ”كسرة القمح”، فقال لأخيه لقد ”طفيت أنا على قلب أمك كما طافت هذه القطعة فوق الماء” إنه الفراق بيننا. بكي الأخ الأصغر كثيرا على فراق أخيه، وقال له إذا كان لا بد أن نفترق فليغرس كل واحد منا شجرة لأخيه وتكون حال الشجرة هي التي تببئ كل واحد منا عن حال أخيه، اتفق الأخوين على هذا المبدأ وذهب كل واحد في حال سبيله. بعد مدة بدأت شجرة الأخ الأكبر تذبل وتموت فاعلم أن مكروها ما يكون قد ألم بأخيه، فقفل راجعا إلى بيت أبيه أين وجد والده قد فارق الحياة حزنا وكمدا بعد أن خسر تجارته وذهبت أملاكه واستقوى الناس على الأرملة وابنها المراهق بعد عودته عمل الأخ الأكبر ما بوسعه لإعادة بعث تجارة والده وتسديد ديون العائلة وشد عضد أخيه الأصغر حتى صار لهما صيت وسمعة بين تجار البلدة، عندها عرفت زوجة أبيه إلى أي حد أخطات في حقه وطلبت منه الصفح والغفران، ووعدته أن لا تتدخل لاحقا بينه وبين أخيه. منطقة وتقاليد عيد الزربية، غرداية يعد عيد الزربية في بني ميزاب، أهم وأقدم مهرجان سياحي في الجنوب الجزائري يصادف تنظيمه ربيع كل سنة تحييه غرداية، على وقع القرقابو والفرق الفلكلورية المحلية في تظاهرة تجمع بين الاقتصادي والثقافي، حيث تسوق الأسر الميزابية خلال التظاهرة منتوجاتها في معارض خاصة وعربات تجوب شوارع المدينة مزينة بالزرابي والخيم التقليدية وهذا على قع القرقابو وفرق الباردو. المهرجان صار في السنوات الأخيرة يستقطب الكثير من الزوار والسواح من خارج ولاية غرداية، الذين يأتون للاكتشاف إرث وتراث منطقة ميزاب، وتكون الفرصة جد مواتية لجولات عبر مدن بني ميزاب وبني يزقن التي تحتضن أكبر سوق لبيع الزربية، كما تعد المناسبة أيضا فرصة للوقوف على خصوصية الزربية الميزابية التي تتميز بصغر الحجم والرسومات المستمدة من التراث والإرث المحلي للمنطقة. مثل وحكاية ”احكم هذا بالك، اشتريتها لك بمالك، يا خادم الخير راه سالك، يا خادم الشر راه هالك” قصة هذا المثل تروى في حكاية قديمة عن أخوين أحدهما غني والآخر فقير، ورغم غنى الغني إلا أنه كان يحسد أخاه حتى على القليل الذي في يده ولا يتوانى في أذيته. وقد طالبه يوما بالذهاب في البحث عن شيئ لا يتواجد في الوجود سافر الأخ الفقير برزمة المال وهو يبحث عن هذا الشيء لا وجود له، وكان كل من التقاه يعتقد أنه مجنون. وصل الفقير إلى قرية كان أهلها يموتون بالعطش لأن حية عظيمة تمنع عنهم الماء، استطاع الفقير أن يقنع أهل القرية بمسك الحية مقابل المال، وأخذ الحية في كيس لأخيه الذي اغتاض وتعجب من عودته سالما. قام الفقير بفتح الكيس وهو يردد هذا المثل”احكم هذا بالك، اشتريتها لك بمالك، يا خادم الخير راه سالك، يا خادم الشر راه هالك” فقفزت الحية وأردت الغني قتيلا بلدغة واحدة ثم عادت إلى كيس الفقير الذي أطلق سراحها في الجبال وارتاح الخير من الشر و قي المثل سائرا بين الناس. شعبيات - اللّي خلّص دينو شبع - الفاهم بالغمزة والبهيم بدبزة - الكلمة ليا والمعنى لجاري من عندي ومن عندك تنطبع، ومن عند واحد فريد تنقطع - حكمة بلا شيخ ما تتعلمها - الحمار حماري وأنا راكب من اللور - الفم المزموم ما يدخله ذبانة فسر هذا اللغز - طرشا وتجيب الأخبار وين ما كان. - زحافة وتنقر الحيطان وتجي بالخبر من كل مكان. - سيف قويم قوته تحت صدره. - سوق الوصفان مقطوع منا لباجة لا يسوقوه العربان لا يقضوا منه حاجة. - شجرة الرحراح في بلاد المركاح كي تهب لرياح تطير بلا جناح. شخصيات شعبية أمغار أزمني أو الشيخ الحكيم - هي شخصية تتكرر باستمرار في كل الحكايات الشعبية في بلاد القبائل والأوراس، حيث تبرز شخصية ”امغار” أو الشيخ الذي يقدم النصيحة للسلطان المحتار والأمير الحيران، أو الذي يحل الألغاز والأمور التي تستعصي على أبطال القصص والخرافات الشعبية. يكون هذا الشيخ الوقور دائما رامزا للحكمة والمعرفة الواسعة، ورومزا لتجارب الحياة ودروسها فالسن وحده هو الذي أهل الشيخ بفضل خبرته ليكون في تلك المكانة بين قومه. القاموس الشعبي بهل والتبهليل التي يقصد بها في الدارجة الذي يقوم بتصرفات سخيفة وتطلق في العربية الفصحى على الشيء الحقير والبهل هو الضَّلال من بهلَلِ، مأخوذ من الإبهال: وهو الإهمال ”تهذيب اللغة للأزهري مادة بهل”. عوايد زمان مدفع الإفطار وهتاف الأطفال - قبل انتشار مكبرات الصوت في المساجد كانت الناس في الجزائر تفطر على صوت المدفع الذي يعلن موعد إفطار الصائمين، حيث كان الأطفال يومها يهرولون للأزقة والحارات إلى عتبات بيوتهم وهم يرددون ” أذن أذن هات كاس لبن” أي أذن المغرب وهات كأس اللبن للإفطار. وكان الأطفال يلعبون عند عتبات البيوت إلى حين فراغ الكبار من الإفطار ماعدا الأطفال الذين يصومون لأول مرة حيث كانت الأسرة تقيم على شرفهم وليمة بتخصيص أكلات خاصة لهم، والإفطار يكون على كوب شاربات يوضع أسفله خاتم من المعدن النفيس فضة أو ذهب لجلب الحظ، ويرافق الطفل الذي يصوم لأول مرة أهله إلى صلاة التراويح آذانا أنه بلغ مرحلة الرشد ودخل دائرة المسؤولية والتكليف. من الذاكرة الشعبية الحكي نهارا يورث القرع - جرت العادة أن ترفض الأمهات والجدات تلبية مطالب أبنائهن بقص الحكايات في النهار، بحيث يحرم في التقليد الشعبي الجزائر رواية الأحاجي والقصص إلا ليلا، وعادة تبدأ بعد صلاة العشاء وتستمر إلى قرابة منتصف الليل ليخلد الأطفال بعدها للنوم. حيث كانت الجدات يعتقدن أن رواية القصص في النهار سيورث للأطفال القرع حيث يقال لكل من يقص الحكاية في النهار”أولادك ايجيو فراطس”.