يعود الحديث بقوة مع اقتراب فصل الشتاء بباتنة عن حوادث الاختناقات الناتجة عن استنشاق غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من المدافيء المنزلية والسخانات، بعد أن أودت هذه الحوادث بحياة أعداد معتبرة من المواطنين خلال السنوات الماضية، فضلا عن تزايد عدد الاختناقات من سنة إلى أخرى. كشفت مصالح الحماية المدنية بالولاية أن السنة الجارية شهدت 51 حالة اختناق مع تسجيل 7 وفيات، وهو رقم مخيف يشير إلى ارتفاع محسوس في هذه الحوادث مقارنة مع السنوات الماضية، حيث يعتبر خطر الغاز في ازدياد مع ارتفاع الحصيلة بصفة معتبرة. ولتفادي مثل هذه الحوادث تشدد مصالح سونلغاز بباتنة على ضرورة صيانة الأجهزة المنزلية، وتغيير القديمة منها، إلى جانب مراقبة منافذ التهوية و تغيير نوعية المدافىء والمراقبة الدائمة لنوعية النيران المشتعلة بها، وبالمواقد المنزلية التي يمكن التعرف من شعلتها على وجود سوء احتراق للغاز يدل على تسرب في الشبكة الداخلية، ما يستوجب الاستعانة بتقنيين مختصين عوض القيام بذلك دون علم، ما يسبب إغفالا لجزئيات هامة غالبا ما تكون سببا مباشرا في حدوث الاختناقات الناتجة عن التسرب حسب تقارير المؤسسة. وأكد المكلف بالإعلام لدى وحدة التوزيع بمؤسسة سونلغاز بباتنة، النوري بوزيان، أن غالبية حوادث الاختناق تنتج عن الأجهزة القديمة، وأن من المواطنين من لا يقوم بتغيير أنبوب الغاز الموصول بالموقد مثلا لمدة تتجاوز عشر سنوات، وهو ما يعد من الناحية التقنية خطرا حقيقيا، حيث يحدد عمر أنبوب الغاز بأقل من 4 سنوات على الأكثر، حسب المتحدث الذي أكد كذلك أن من مسببات الحوادث سد منافذ التهوية ولجوء بعض المواطنين إلى اقتناء المدافىء ذات النوعية الرديئة والأسعار المنخفضة نسبيا مقارنة بالسلع الجيدة. وبهدف توعية المواطنين بأخطار الغاز والتقليل من وتيرة الحوادث والاختناقات، نظمت مقاطعة سونلغاز بدائرة نڤاوس بباتنة، بالتنسيق مع مصالح الصحة والحماية المدنية، حملة تحسيسية بالمؤسسات التربوية وسط التلاميذ لنشر الوعي في الوسط التربوي. وقد شملت العملية كذلك دائرتي أولاد سي سليمان ورأس لعيون تحت تأطير اعوان من سونلغاز ورجال الحماية المدنية و أطباء جابوا مختلف الثانويات والإكماليات بهدف إرسال رسالة إلى أولياء الأمور عبر التلاميذ لتحسيسهم باخطار الغاز، وكيفية الاستعمال الأمثل لهذه الطاقة. ووجدت المبادرة استحسان المواطنين في انتظار تعميمها على مختلف المؤسسات التربوية بالولاية. وقامت مصالح الحماية المدنية في السياق ذاته بإعداد مخطط طوارئ لمجابهة الحوادث التي قد تحدث خلال الشتاء القادم، حيث عززت العمل بنظام المناوبة و خصصت لهذا الغرض ترسانة من الأعوان والضباط والعتاد المتطور. وأكد مدير الحماية المدنية بالولاية أن التحضيرات انتهت لهذا الغرض مع تحيين مخطط وقوع التدخلات في حالة تسجيل فياضانات أوحوادث منزلية أو حرائق مدنية. كما تم، حسب المتحدث، وضع خريطة لكل المرافق الصحية العاملة على مدى الأربع والعشرين ساعة بالتنسيق مع مديرية الصحة.