شهدت، أول أمس، دار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو، العرض الشرفي للفيلم الوثائقي الطويل المعنون ب "ثرقين لرواح"، أو "جمرة الأرواح" سيناريو وإخراج كسيلة جاعوتي. الفيلم الذي يدوم 72 دقيقة، تابعنا فيه عن قرب قصة حرق 11 شخصا من بينهم ثماني نساء، ثلاثة رجال، طفل قاصر يبلغ من العمر15 سنة وعجوز يبلغ 75 سنة، بأعالي قرية اث زلال، كانوا قد عارضوا فكرة الاستفتاء الشعبي لقيام الجمهورية الخامسة، الأمر الذي دفع بالعدو الفرنسي في 28 سبتمبر 1958، إلى شن حملات اعتقال بهدف إجهاض مساعي المجاهدين والفدائيين الذين رفضوا فكرة الجزائر فرنسية، وقد استعانت فرنسا بأبشع الوسائل لاستنطاق هؤولاء الذين فضلوا الموت لتحرير الوطن، إلاّ أن الحركى اقتادوا العدو إلى منازل هؤولاء، وفي غياب المبحوثين عنهم لجأت فرنسا إلى اعتقال أفراد عائلاتهم واقتيادهم إلى مكان مهجور وحرقهم داخل كوخ من الأغصان بأمر من الجنرال ديغول، وقال مخرج الفيلم في لقاء مع "الفجر"، إن الهدف من الفيلم الذي اقتصر على شهادات حية من مجاهدين عايشوا الحدث هو حماية الذاكرة الجماعية وتلقين تاريخ الجزائر للأجيال الصاعدة وكذا السعي وراء مواجهة آفة تحريف الوقائع من طرف جهات تحاول التشويش على ماضينا العريق.