تناول عدد من الباحثين، جزائريون وفرنسيون ومن جنسيات مختلفة، في كتاب جديد صدر بالجزائروفرنسا عن منشورات البرزخ ولاديكوفارت، حقائق عن تاريخ الجزائر إبان الحقبة الاستعمارية. وسلط هؤلاء الضوء في هذا العمل الذي وسم ب"التحولات التي عرفتها الجزائر خلال الفترة الاستعمارية من 1830 إلى 1962"، أربع فترات ميزت هذه المرحلة. وعبر صفحات الكتاب التي تجاوزت ال700 صفحة، تطرق هؤلاء إلى الفترة الأولى من هذه المراحل الأربعة وهي فترة 1830 - 1880، أنه إذا كانت سنة 1830 هامة كونها تمثل سقوط مدينة الجزائر في أيدي الفرنسيين فإن سنة 1880 لا تقل أهمية كونها تعد بداية الاستسلام النهائي لمقاومة أولا سيدي الشيخ وبداية الهيمنة الكلية على الجزائر بما فيها الهيمنة العسكرية والاستعمار العقاري، ومقاومة الجزائريين عن طريق التمرد، وإعادة هيكلة البنية الاقتصادية الجزائرية من قبل فرنسا. أما فترة 1881-1918 فتشير إلى بروز جزائريين: جزائر"الأوروبيين" مع تواجد استعماري على صعيد الملكية العقارية والصعيد الحضري وجزائر "الجزائريين"، الذين استعادوا نوعا من النمو الديموغرافي والاجتماعي بعد مرحلة الغزو والخضوع. ويعد الكتاب الذي صدر بمناسبة خمسينية الاستقلال، حسب مؤلفيه، ثمرة بحوث مجددة تم إنجازها منذ حوالي 15 سنوات حول هذه الفترة. وتم إصدار هذا العمل تحت إشراف المؤلف عبد الرحمن بوشان وجون بيار بيرولو، دكتور في التاريخ، ووناسة سياري تانغور، باحثة بمركز البحث في الانتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، وسيلفي تينو، باحثة في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا.