يسلط كتاب “تاريخ الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية" الذي سيصدر الأسبوع المقبل عن دار “لاديكوفارت" الفرنسية، الضوء على الحقبة التاريخية 1830 - 1880، المتزامنة مع سقوط مدينة الجزائر في يد المستعمر الفرنسي، وستمتد الدراسة إلى غاية 1962. وشارك في تدوين العمل التاريخي مجموعة من الباحثين الجزائريين والفرنسيين، أشرف عليهم كل من عبد الرحمن بوشان وجون بيار بيرولو ووناسة سياري تانغور وآخرين. يضم الكتاب في طياته 720 صفحة كتبها مؤرخون من الجزائروفرنسا، هذا ما أعلنت عنه “لاديكوفارت" دار النشر الفرنسية، التي توقع دخولها الأدبي بهذا العنوان الكبير “تاريخ الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية". حيث يركز الاهتمام على فترة ما بعد 1830 وما تلاها من سنوات المقاومة الشعبية، خاصة إلى غاية 1880 التي سجلت سقوط مدينة الجزائر أو كما قيل في الكتاب تمثل “بداية استسلام النهائي" لمقاومة أولاد سيدي الشيخ وبداية الهيمنة الكلية على الجزائر، سواء من الناحية العسكرية أو العقارية، حيث شهدت هذه المرحلة سلسلة طرد للجزائريين من محلاتهم وممتلكاتهم، قابلها إصرار فرنسي على استقدام سكان جدد أوروبيين شكلوا قاعدتها البشرية. كما يتطرق الكتاب إلى فترة ما بين الحربين العالميتين (19-44)، والسؤال الذي بدأ يطرح حينذاك بشأن وضع الجزائريين: “هل يجب إدماج الجزائريين مع الفرنسيين أم تركهم كأهالي؟". من جهتها، بدأت الجزائر “الجزائرية" تلعب دورا محوريا وكان الوقت قد حان آنذاك لولوج “السياسة" بمعناها النضالي وكذا نضح فكر قومي عربي بالانضمام إلى مخططات سياسية على غرار “الأوروبيين". يبرز مؤلفو الكتاب في الباب المخصص لفترة 1945 - 1962 أن مجازر 8 ماي 1945 بكل من سطيف وقالمة وخراطة (الشرق الجزائري) لعبت دورا “حاسما" في اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر سنة 1954. وتوج ذلك الكفاح بالاستقلال سنة 1962 بفضل حركة وطنية ونضال تجلى في الثورة التحريرية. ويعد الكتاب الذي سيصدر بالجزائر لدى “البرزخ" بمناسبة خمسينية الاستقلال، ثمرة بحوث مجددة تم إنجازها منذ حوالي 15 سنة حول هذه الفترة. وتم إصدار هذا العمل تحت إشراف المؤرخان عبد الرحمن بوشان وجون بيار بيرولو، ووناسة سياري تانغور باحثة بمركز البحث في الانتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، سيلفي تينو باحثة في المركز الوطني للبحث العلمي (فرنسا). كذلك سيطلع القراء على كتابات الباحث الحقوقي الطاهر خلفون، روني غاليسو من جامعة باريس" VIII"، جايم هاوس مؤرخ ومدير بمركز الدراسات الفرانكفونية والثقافية (جامعة ليدز - المملكة المتحدة)، والمؤرخ محفوظ قداش (1921 - 2006) وبنجامين ستورا أستاذ تاريخ المغرب العربي المعاصر وتاسعديت ياسين مديرة بمخبر الانتروبولوجيا الاجتماعية.