هدد سكان حي محمد تازيرت، التابع إقليميا لبلدية باب الوادي بالعاصمة، باللجوء الى الاحتجاج في حال استمرار تجاهل السلطات المحلية لمطلبهم القاضي بتحويل الشركة الوطنية للتبغ والكبريت خارج إقليم البلدية، نظرا للأضرار التي تلحقها بالمحيط البيئي وصحتهم، منددين بسياسة التماطل والتقاعس المنتهجة من قبل المصالح المعنية لعدم اتخاذها أي إجراء استعجالي للحد من نشاطها. وحسبما أفاد به السكان ل”الفجر”، فإن كل المساعي فشلت في تحويل المصنع إلى وجهة خالية من النسيج العمراني، رغم أن العاصمة لديها مواقع مؤهلة لاحتضان شركات صناعية، إلا أن السلطات المحلية لازالت تلتزم الصمت رغم المراسلات الموجهة إلى مختلف الهيئات بدءا من رئيس البلدية إلى السلطات العليا، إلا أنهم لم يتلقوا إلا جملة من الوعود التي لم تشهد طريقها إلى التجسيد. وأضاف هؤلاء إلى معاناتهم التدهور الصحي الذي يعانيه القاطنون بجوار الشركة نتيجة السموم التي يفرزها المصنع وأدت إلى إصابة الكثير منهم بأمراض صدرية وتنفسية خطيرة، دون الحديث عن الضجيج المنبعث من الماكنات والآلات، والضوضاء التي تحدثها شاحنات نقل البضائع خاصة ليلا وفي الصباح الباكر، وهو الوضع الذي أثار استياء أولياء تلاميذ ابتدائية أول نوفمبر بباب الوادي المجاورة لمصنع التبغ والكبريت، حيث عبروا عن تذمرهم وسخطهم الشديدين من السلطات المحلية لعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة، لاسيما أن المصنع يطلق مواد سامة يستنشقها التلاميذ، الأمر الذي يهدد صحتهم ويؤثر على تحصيلهم العلمي الذي أضحى في تراجع مستمر. وعليه نظرا لخطورة الوضع، يطالب قاطنو شارع محمد تازيت بباب الوادي والأحياء المجاورة السلطات الوصية بأخذ قضيتهم على محمل الجد من خلال تحويل المصنع في أقرب الآجال تفاديا لحدوث كارثة إنسانية وبيئية خطيرة. موازاة مع ذلك، حاولنا مرارا الحديث مع سلطات بلدية باب الوادي من أجل الاستفسار عن أسباب التأخر في اتخاذ إجراءات تحويل نشاط المصنع، إلا أننا لم نتمكن من ذلك.