يواصل عمال مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري إضرابهم لليوم الرابع على التوالي، وسارعت الإدارة العامة إلى استدعاء القباض والمراقبين لضمان سير الحافلات، خلفا للمحتجين لضمان الخدمة العمومية وسير الحافلات، الأمر الذي اعتبره العمال المحتجون خطوة لكسر الإضراب، في الوقت الذي لقيت فيه الحركة الاحتجاجية تضامنا من قبل عمال الميناء وشركة النقل بالسكك الحديدية، حسب المحتجين. لم يفوت عمال مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر الفرصة لليوم الرابع على التوالي للاحتجاج والاعتصام والتجمهر أمام مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، واحتلوا الساحة المقابلة وتجمعوا بالمئات، وقدر عددهم بنحو ألف عامل لم تمنعهم الأمطار المتهاطلة صباح أمس من المطالبة باستعمال مكبرات الصوت بتطبيق محتوى الاتفاق الموقع بين الإدارة العامة وبينهم، مؤكدين أن اعتصامهم أمام المركزية النقابية ما هو إلا موقف جماعي موحد من أجل التكفل بانشغالاتهم التي وافق عليها مسؤولو مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر، “لكن لما جاء التطبيق، حسبهم، بدأت تظهر معالم أخرى من التماطل والمراوغة،خصوصا ما تعلق بمطالبهم التي تضمنتها العريضة، منها إعادة العمال المطرودين البالغ عددهم 36 شخصا، وإدماجهم في مناصب عملهم وهذا لم يتم حتى الآن بل تعداه إلى طرد عاملين آخرين”. وتحدث العمال المحتجون أيضا على خرق محضر الاتفاق الذي ينص في مادته 11 أن العامل بعد إمضائه على العقد مرتين يدمج بصفة نهائية، لكن يوجد الآن العديد من تعدت خبرتهم 8 سنوات دون الاستفادة من الإدماج، بل تعرض البعض منهم إلى “ضغوطات للتوقيع على عقود عمل لمدة 6 أشهر، وهذه الوضعية أفرزت وجود أكثر من 300 متعاقد هناك بعض العمال يدفعون مستحقات التأمين، ولم يتم تأمينهم”. وأكد العمال على مواصلة اعتصامهم وإضرابهم إلى غاية تلبية مطالبهم، ومنها رحيل الأمين العام لفيدرالية النقل، آيت محمد عبد العزيز، لأنه “لم ينفذ الاتفاقية الجماعية”، كما طالبوا بتشكيل وتنصيب نقابة مؤقتة تشرف على الانتخابات القادمة لاختيار الفرع النقابي. في السياق ذاته، أكد ممثل المحتجين، خروبي محمد، في تصريح ل”الفجر”، أمس، أن “الإدارة العامة ومسؤولي المؤسسة لم يبادروا بأي موقف، أو خطوة تحفظ ماء الوجه للعمال المحتجين والتكفل بانشغالاتهم من أجل العودة إلى العمل، بل يبقى حتى الآن موقفها غامضا ملتزمة الصمت، لكنها بالمقابل راحت ومن أجل كسر الإضراب تستدعي القابضين والمراقبين للعمل مكان المضربين وهو ما يعني محاولتها لكسر الإضراب”. ولقي إضراب عمال “إيتوزا” تضامنا من قبل “دواكرة” ميناء الجزائر، وعمال شركة النقل بالسكك الحديدية، حسب ما أفاد به العمال ل”الفجر”، حيث قالوا بأن زملاءهم هناك يتضامنون معهم في حركتهم الاحتجاجية.قطارات الضواحي تتأخر وتزيد من معاناة المسافرين وتزامن إضراب عمال “إيتوزا” أول أمس مع تسجيل تأخر في مواعيد رحلات قطارات الضواحي للجهتين الشرقية“الجزائر - الثنية” والغربية“الجزائر - العفرون”، وهو ما جعل المسافرين عالقين في المحطات، لاسيما في فترة ما بعد الزوال، حيث توقفت قطارات الضواحي للجهة الغربية عند محطة “الشفة”، وهو ما خلق موجة من الاستياء والغضب لدى المسافرين الذي نزلوا بأعداد كبيرة من القطار، وتوجهوا نحو نقطة التوقف للحافلات بالمخرج الغربي لمدينة الشفة في حدود الساعة الخامسة إلا عشر دقائق، حيث توافد المئات هناك مع انعدام حافلات المسافرين، وحتى التي كانت قادمة من محطة المسافرين بالبليدة كانت تصل مكتظة عن آخرها، وهي معاناة حضرتها “الفجر” في تلك اللحظات مع بدء تهاطل الأمطار، والأمر ذاته بمدينة موزاية، حيث وجد المسافرون الذين حاولوا التوجه نحو مدن العفرون، وحجوط، وخميس مليانة، وحتى الشلف أنفسهم عالقين هناك لانعدام الحافلات.