نوّه الروائي ”أمين الزاوي” إلى الطفرة النوعية التي تشهدها حركية الرواية في الجزائر نتيجة الأقلام الجديدة المتميزة التي تصنع الحدث والمفاجأة في كل مرة، وكذا الاجتهاد والرغبة في بذل الأفضل من خلال الانتقال من عمل لآخر وتحسينه وتدارك النقائص وهو ما اعتبره الزاوي بمثابة السبيل نحو الوصول إلى أفق الرواية العربية والعالمية. أشار الروائي ”أمين الزاوي” إلى التميز والتألق الذي تعرفه بعض الأسماء الجديدة في عالم الكتابة الروائية الجزائرية، من خلال الأعمال الجيدة التي ظهرت مؤخرا لبعض الكتاب الشباب، سواء على المستوى الفني، الأدبي أو اللغوي، حيث نوّه إلى إمكانية بلوغها مصاف العالمية، ودخولها عالم الرواية العربية بقوة مع مرور الوقت، وأرجع الكاتب في هذا الصدد أسباب هذا التميّز والنجاح المحقق إلى كون كتاباتهم تحمل الكثير من الجرأة إضافة إلى محاكاتها للواقع الاجتماعي، السياسي، الاقتصادي والثقافي الذي يحيط بحياة الجزائريين دون خوف وتملق، ناهيك عن تصويرها للحياة وأبرز القضايا في مختلف الميادين بنوع من الجدية والتحليل والقراءة الجميلة، وفي السياق ذاته، يعتبر الزاوي أنّ التحديات التي تواجهها الرواية هي محاولة ترجمة الواقع بصدق دون مبالغة أو خوف من تبعات ذلك، مع التركيز على الابتعاد عن الإيديولوجية ومختلف الحسابات، مشيرا إلى ضرورة كسر الطابوهات والإيديولوجيات التي تعترض الكاتب والتي من شأنها إعاقة عمله ونجاحه، مع شريطة نقل الواقع المعاش للفرد بكل مشاكله وهمومه التي تعتبر جزء من المجتمع بكل ما يحمله من أوصاف. ويرى صاحب عمل ”لها سر النحلة” أنّ الأدب يتصل بالمجتمع اتصالا وثيقا، لذا لا ينبغي أن يكون ناقلا سطحيا له بل بنقل ما يدور فيه بكل حقيقة وصدق، من جهة أخرى، يعتبر الزاوي أنّ ”الرواية لها علاقة وطيدة بالفكر واللغة والكاتب الناجح هو الذي يعمد في كتاباته إلى التجديد دون التركيز فقط على لغة واحدة وفكر واحد، بالإضافة إلى معرفة تراثه واطلاعه المستمر على الواقع وحيثياته وكذا تاريخه، تقاليده وعاداته.