رئيس الجامعة: الاستجابة لاحتجاجات الأساتذة لم تتجاوز نسبة 4 بالمائة تشهد جامعة الجزائر 2 ببوزريعة بالعاصمة توترا حادا وغليانا كبيرا، بعد أن صعدت فئة من العمال والأساتذة احتجاجها الهادف إلى دفع رئيس الجامعة على مغادرة منصبه، تبنته كل من المركزية النقابية و”الكناس”، والتي تحدثت عن شلل وصل إلى 80 بالمائة، في حين قزم رئيس الجامعة إضراب الثلاثة أيام الذي لم يستجب له - حسبه - سوى 4 بالمائة من المستخدمين، مؤكدا أن مطالبهم هي من صلاحيات لجنة التحقيق على مستوى وزارة التعليم العالي التي رحب بتشكيلها. في هذه الأثناء كشفت مصادر مسؤولة على مستوى وزارة التعليم العالي عن عزم هذه الأخيرة توجيه لجنة مختصة إلى جامعة الجزائر - 2 - للوقوف على الأحداث الأخيرة، والنظر في أسباب التوتر القائم بين العمال والإدارة الوصية، والتحقيق مع كل الأطراف المتنازعة التي باتت توجه اتهامات متبادلة. ويأتي هذا تزامنا مع دخول، أمس الأحد، عمال وأساتذة جامعة الجزائر 2 في إضراب لثلاثة أيام، دعت إليه حسب ما نقله ممثلهم ل”الفجر” كل من النقابة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين والمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي ”الكناس” بعد جمعية عامة نظمت مؤخرا على مستوى الجامعة، مؤكدا أن الحركة الاحتجاجية عرفت نجاحا باهرا محققة بذلك نسبة استجابة تجاوزت 80 بالمائة، والتي اختصرت مطالب المحتجين في جملة ”وجود سوء تسيير على مستوى الجامعة، لذا نطالب بمغادرة رئيس الجامعة منصبه”، على حد قول المتحدث الذي اكتفى بهذا الحد من الانشغالات، مع التأكيد على أن الإضراب سيتواصل اليوم وغدا، والذي سيفصله قرارات الجمعية العامة التي استدعيت لهذا الثلاثاء، والتي ترفض - حسبه - التفاوض مع الرئيس هني عبد القادر باعتبار أن مطالبهم من اختصاص الوزارة الوصية، وذلك في الوقت الذي لجأوا فيه إلى الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد للاستنجاد به. حتى الطلبة يلوحون بالاحتاج ولم تقتصر الاحتجاجات على فئة المستخدمين بل طالت حتى فئة الطلبة من قسم علم النفس والأرطوفونيا الذين هددوا بدورهم باعتصام مفتوح أمام وزارة التعليم العالي إن لم تستجب إدارة القسم لمطالبهم القاضي بفتح مسابقة الدكتوراه في تخصصهم مثل باقي طلبة التخصصات الأخرى، متهمين الإدارة باعتماد التمييز بعد حرمانهم من المسابقة التي منحت - حسب قول ممثليهم - لفئة دون أخرى. وندد طلبة الماستر تخصص علوم عصبية ومعرفية بقسم علم النفس، البالغ عددهم حوالي 60 طالبا بإقصائهم من مسابقة الدكتوراه التي خصصتها الإدارة لحاملي الماستر في ”الأرطفونيا” دون غيرهم، مؤكدين أنهم تفاجأوا بإعلان إدارة قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطفونيا عن فتح مسابقة الدكتوراه المزمع تنظيمها في 2 ديسمبر القادم أمام حاملي الماستر في الأرطفونيا فقط، وإقصائهم من المشاركة فيها، بالرغم من وعود رئيس الجامعة بفتح فرع لهم ماي الفارط. وأكد المحتجون أن عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية عبد المجيد دهوم نفى منعهم من المشاركة ومؤكدا أنه للمرة الأولى تخوض جامعة الجزائر 2 تجربة الطور الثالث أو الدكتوراه في علم النفس، موضحا أنه تم فتح تخصصين، الأول في علم النفس ويشمل كل التخصصات القريبة منه، والثاني هو ”الأرطفونيا” الذي يضم الحاصلين على ماستر في العلوم العصبية والمعرفية، مشيرا إلى أنه تم فتح 10 مناصب في هذا التخصص، وهو ما أكده رئيس الجامعة في تصريح ل”الفجر” الذي أكد أن أحد الأساتذة هو من حرض الطلبة على الاحتجاج، باعتبار أن هناك قرار معلق لفائدتهم موجود حاليا على مستوى القسم، وان لهم الحق في الترشح. رئاسة الجامعة تهون من نسابة الاستجابة للإضراب وعن قضية العمال والأساتذة، قزم هني من حجم الإضراب وقال إنه لم يتجاوز نسبته 4 بالمائة من مجمل 1300 أستاذ و900 عامل، وفق المعطيات الصادرة عن مصلحة البيداغوجيا وأكدها رؤساء الأقسام، حيث مس فئة قليلة من قسم علم النفس وقسم علم المكتبات، وما تم تداوله ”هو تهويل فقط”. وأكد هني أن الإضراب غير قانوني وغير مرخص باعتبار أن الإدارة لم تتلق أي إشعار، متعجبا من مطلب هذه الفئة التي اختصرت ”في سوء التسيير وفي سحب الثقة منه”، حيث علق عليها ”بأنه لم ينتخب لتسحب الثقة منه، وأن السلطة التي نصبته، هي التي لها الحق في إنهاء مهامه”، مضيفا ”أما سوء التسيير فالجهة المخولة بذلك هي لجنة التحقيق”، والتي قال بخصوصها انه لا يمانع في تشكيلها والبحث في ملفات الجامعة، باعتباره يعمل بشفافية. إلى ذلك، يقوم اليوم ينزل وزير التعليم العالي رشيد حراوبية على عاصمة الرستميين تيارات للوقوف على واقع القطاع بالولاية، حيث سيزور عدة مؤسسات جامعية وإقامات الطلبة، كما سيدشن عدة مقرات تابعة للتعليم العالي، مع سعيه لإعادة الاعتبار للمعهد العالي التكنولوجي.