لم يتمكن أشبال المدرب نور بن زكري، أول أمس السبت، من تحقيق ما كان يتمناه أنصاره والمتمثل في الإطاحة بفريق مولودية العلمة، وضيعوا فرصة الخروج من منطقة الخطر في الوقت الذي كان فيه الجميع متفائلا أكثر قبل بداية المباراة، لكن حدث ما لم يكن متوقعا، ليكون بعد ذلك وقع التعثر كبيرا ليس عند الأنصار فحسب، بل حتى عند اللاعبين والمسيرين ولم يتحمله أحد، خصوصا أن الفرصة كانت أكثر من مواتية للظفر بالنقاط الثلاث بالنظر إلى الكم الهائل من الفرص التي تفنن مهاجمو الشلف في تضييعها، خصوصا في المرحلة الثانية من المباراة، حيث ضيع كل من مسعود وغزالي عدة فرص سانحة، كانت أخطرها في ( د 51) عندما وجد الثلاثي مسعود، غزالي وزاوي أنفسهم وجها لوجه مع الحارس برفان، إضافة إلى فرصة علي حاجي الذي لم يحسن استغلال تواجده وجها لوجه، وقذف الكرة من بعيد. كل هذه الفرص كان بالإمكان تجسيد واحدة منها على الأقل، لكن عجز المهاجمين عن تحقيق ما أرادوه أمام قوة الحارس العلمي يعني أن المدرب بن زكري أمام حتمية إيجاد الحلول العاجلة لمشكل عقم الهجوم. الزوار كانوا أكثر إرادة وبالعودة إلى مجريات اللقاء، فإن الملاحظة التي وقف عليها كامل المتتبعين هي الطريقة التي لعب بها رفقاء زاوي سمير، والمعتمدة في الأساس على تحصين الخط الخلفي وكأن الشلف تلعب خارج قواعدها، حيث لم يسبق لهم أن لعبوا هذا الموسم بثلاثة مدافعين في المحور. هذا التكتيك جعل الشلفاوة لا يغامرون إطلاقا في الهجوم، فكانت كامل محاولاتهم الهجومية جد محتشمة، وانحصر لعبهم في كثير من المرات في الوسط أو الخلف، وهو الأمر الذي فسح المجال واسعا لرفقاء المتحررين درارجة وغربي من جانب العلمة من اللعب وبناء الهجومات بكل حرية، وكان بإمكان درارجة إنهاء المرحلة الأولى لفريقه لولا تسرعه في نهاية المرحلة الأولى بعدما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس غالم. صعوبة كبيرة في الإطاحة بالأندية المتواضعة إضافة إلى تأثير النتيجة السلبية على معنويات الكل، خاصة أن الجميع كان يفكر في الخروج من منطقة الخطر ومخطط حصد ست نقاط كاملة في الجولات الثلاث الأخيرة من مرحلة الذهاب، لكن جاء لقاء مولودية العلمة أول أمس ليجبر الجميع على إلزامية التراجع وإعادة الحساب مجددا، وهو ما يجبر الكل على ضرورة الاعتراف بأن الشلف لم تعد قادرة على الصمود في وجه الأندية القوية، كما أصبحت تجد صعوبة كبيرة في الإطاحة بالأندية المتواضعة، وتذكر الجميع الأيام التي كانت تعيشها الشلف العام الماضي فقط مع المدرب مزيان إيغيل حيث كان الفريق في كل مرة يفوز بالنتيجة والأداء وأمام أقوى الأندية في البطولة سواء بالشلف أو خارجها. الغيابات العديدة أثرت في التشكيلة رغم أن وقع النتيجة النهائية كان قاسيا نوعا ما عند البعض، إلا أن البعض الآخر اعتبر التعثر متوقعا بعدما لعبت التشكيلة الشلفية المباراة متأثرة بغياب ركائز خط الدفاع، خاصة الغياب غير المتوقع والذي جاء في آخر لحظة للظهير الأيسر زازو، بعد تعرضه للإصابة والاعتماد بدله على الشاب معكر يوسف، يضاف إليهم المدافع المحوري فريد ملولي الذي تعرض لإصابة في لقاء شبيبة الساورة في الجولة الماضية، وكذا المدافع شمس الدين نساخ الذي تعرض هو الآخر إلى إصابة في الكاحل في الحصة التدريبية الأخيرة للفريق، وهو ما أثر كثيرا على معنويات اللاعبين ككل، خاصة أن أشبال المدرب نور بن زكري لم يلعبوا كثيرا في الهجوم واكتفوا باللعب في وسط الميدان، ويجب على الشلفاوة أن ينسوا نتيجة لقاء العلمة حتى لا تؤثر فيهم كثيرا وتجعلهم يفقدون التركيز، فالمباراة انتهت ولا تزال هناك مقابلات كثيرة ليجدد الفريق العهد مع الانتصارات.