التمس ممثل الحق العام لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة، حكما بالإعدام ضد شاب أقدم على اقتراف جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شخص كان بالإمكان أن يكون صهره، وهو المطلب الذي لم تبتعد عنه هيئة المحكمة كثيرا في حكمها النهائي الذي أقر بالمؤبد ضد المتهم “ب.أ"، صاحب 21 سنة، الذي لم يكن له أي مجال للدفاع عن نفسه لتوفر كل الأدلة على إدانته، بما فيها شهادة الشهود التي كانت جلية وواضحة منذ انطلاق التحقيق في واقعة القتل. الواقعة حدثت أمام سوق الخضر والفواكه ببوفاريك في وضح النّهار وأمام مرأى الناس، بداية السنة الجارية، راح ضحيتها المسمى (ك ر) بديار البستان غير بعيد عن سوق بوفاريك. وحسبما جاء في قرار الإحالة فإن الضحّية الذي قام يومها بركن سيّارته في حدود الساعة الواحدة زوالا من أجل التسوق، كان رفقة بعض الحمّالين لينقلوا له السلعة داخل سيّارته ولم ينتبه إلى تقدّمه نحوه وهو عازم على إزهاق روحه، بدليل أنه كان يحمل سكّينين وجّه له بهما عدّة طعنات في الصدر والظهر، ولم يتركه إلا بعد أن سقط أرضا ينزف دما، ليتدخّل بعض المارّة وينقلونه إلى المستشفى أين لفظ أنفاسه الأخيرة في اليوم الموالي متأثّرا بجروحه، علما أن تقرير الطبيب الشرعي بين أن الضحّية تعرض إلى خمس إصابات في البطن والصدر، إلى جانب وجود إصابة خطيرة على مستوى عروق الكلية أحدثت له نزيفا حادّا كان السبب المباشر في وفاته. ذنب الضحية الذي راح غدرا في هذه الواقعة لم يكن إلا بسبب إقدامه على فسخ خطوبته من شقيقة المتّهم لخلاف وقع بينهما، حسبما جاء في المحاكمة، إلا أن المتهم قال إن ذلك لم يكن السبب الوحيد بل هو عدم اكتفاء الضحية بفسخ علاقته بشقيقته بل تعمده بيوم واحد قبل الحادثة التوجّه إلى مقرّ عمل هذه الأخيرة الكائن بالمستوصف الخاص بجراحة الأسنان، أين قام بسبّها وشتمها وطعنها في شرفها. وعند رجوعها إلى المنزل أخبرت والدها وشقيقها بالأمر، وهو ما لم يحتمله هذا الأخير الذي عقد العزم على الانتقام لها فكان له ذلك، كما كان في انتظاره حكم المؤبد.. محفوظ.ا