أسدل الستار يوم الأربعاء الماضي، على فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، التي دامت سبع ليال أحيت خلالها 23 دولة حفلات موسيقية كلاسيكية راقية من على ركح مسرح محي الدين بشطارزي، الذي ورغم طوابقه الثلاث لم يتسع لجمهور الموسيقى الكلاسيكية الذي ظل يتابع الحفل واقفا لأكثر من ساعتين من الزمن، في حين بقي جزءا منه في الخارج ولم يتسن له التمتع بالعرض المميز الذي قاده المايسترو الياباني هكوتارو يازاكي. من التقاليد التي يحرص عليها مهرجان الموسيقى السيمفونية الحفل الختامي المتعدد الجنسيات وهذا منذ طبعته الأولى، إيمانا منه أن الموسيقى لغة موحدة قادرة على جمع كافة الجنسيات وفي هذا الصدد يقول عبد القادر بوعزارة محافظ المهرجان: ”هذا الأمر صار تقليدا بالنسبة للمهرجان، والعرف المشترك في نهاية الفعاليات هو الهدف الذي لابد أن نصل إليه، هذه المرة سنجمع أكثر من 220 فرد موزعين بين العازفين والكورال، والجديد في هذه الطبعة أن الكورال ستكون أيضا متعددة الجنسيات بمشاركة كل من الجزائر، مصر، اليابان، تونس، أكرانيا وسوريا”. وعليه جاء العرض الختامي المتعدد الجنسيات في قسمين، الأول خاص بالعازفين فقط، والثاني برفقة الكورال ومغنيي الأوبرا وهم على التوالي ماري كوباياهي في الميزو سوبرانو، ساياكا هيودو في السوبرانو وألفارو فاليس في باريوتو إلى جانب أتسوشي كايشي في التينور، والجميع قدم السيمفونية السابعة لبتهوفن بحركاتها الأربع، التي تناغمت فيها وتماهت كل الجنسيات وصار بتهوفن حاكما لأولمبياد الموسيقى السيمفونية في الجزائر. الحفل الذي كان بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الاتصال محمد السعيد أوبلعيد، وعدد كبير من الشخصيات المهمة التي لم تفوت العرض، شهد غضب قائد الأوركسترا الياباني هكوتارو يازاكي الذي التفت إلى الجمهور في وسط العرض قائلا: ”هذه المرة الرابعة التي أحضر فيها إلى الجزائر وفي كل مرة تتكرر نفس القصة، الرجاء إطفاء هواتفكم النقالة”. الأمر الذي جعل وزيرة الثقافة خليدة تومي تتدارك الموقف وتقول له في نهاية الحفل عند تكريمه: ”في الحقيقة ثقافتنا هي الموسيقى الكلاسيكية الأندلسية ونحن الآن وبفضل هذا المهرجان نتعلم منكم الموسيقى الكلاسيكية العالمية لذا أرجو أن تتفهموا ذلك”، وفي الكواليس أكد لنا محافظ المهرجان عبد القادر بوعزارة أن: ”المايسترو الياباني ممتن للجزائر وقد قدم لي للتو موافقته على الحضور في الطبعة القادمة برفقة 40 عازفا”. من جهتها، جاءت تكريمات هذه الطبعة خاصة بأعضاء الأوركسترا الوطنية وضمت القائمة 13 اسما، جميعها قدمت لهذا الفن الراقي على غرار كل من عبد الحميد جبيرة، نور الدين قشود، رشيد آيت الطاهر واليامين بلعز.. وفي الختام كعادته ينهي بوعزارة مهرجانه بعيون دامعة، عيون ظلت مشدودة من أجل إنجاح الطبعة وتقديم الأفضل في كل مرة، والأفضل الخاص بالطبعة الخامسة يبدأ التحضير له منذ الآن.