لم تختلف الدورة الرابعة عن سابقاتها من حيث حضور الجمهور الراقي المتذوق للموسيقى العالمية ولا من حيث مستوى الدول المشاركة وإبداعاتها المتميزة، حيث جمع عبد القادر بوعزارة مدير الأوركسترا الوطنية ورئيس المهرجان 23 دولة في أولمبياد موسيقي جزائري، قرر أن يهديه للسلام والتسامح في العالم. في الليلة الثالثة التي كانت أول أمس السبت، شارك كورال الحجرة السورية في السهرة الموسيقية وأكد على هذا التسامح الديني من خلال وصلات موسيقية جسدت التعايش بين المسلمين والمسيحيين في كل مكان. بعد السهرة التقينا عبد القادر بوعزارة وكانت لنا معه هذه الدردشة. كيف وجدتم هذه السهرة الثالثة، وهل يدعو المهرجان إلى هذه القيم؟ في الحقيقة لا تختلف السهرات بعضها عن بعض لأننا نحاول جمع الأفضل عالميا من أجل الجمهور الجزائري، والموسيقى هي برهان وجود التسامح في العالم، ولولاها لما وجدت هذه القيم أصلا. أما عن كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقى السورية فكان بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان والذي كان قد شارك في طبعات المهرجان السابقة، ويعرف جيدا ذوق الجمهور الجزائري ومن أجل هذا تم عرض ذلك التراث الشامي في صورة سيمفونية أوبرالية كان مغزاها التسامح والتعايش. لا تشتكون من غياب الجمهور مثل بعض المهرجانات، في رأيك إلى ماذا يرجع ذلك؟ الحمد الله في كل دورة نشعر أننا نكسب جمهورا إضافيا خاصة مع موقع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي الذي يساعد كثيرا، كما أننا نتمتع بشعبية خاصة لدى الجالية الأوروبية والعالمية المتواجدة في الجزائر والتي لا تفوت المهرجان، كذلك هي دعوة من هذا المنبر الإعلامي، فالأوركسترا تدعو الجميع إلى حضور فعالياتها وتؤكد لهم ضمان المتعة. ننتظر حفل الاختتام، حيث تؤكد أنه سيكون متفردا؟ نعم نركز كثيرا على حفل الاختتام والافتتاح، وبعد أربع دورات صارت لدينا تقاليد خاصة بحيث سنقدم حفلا متعدد الجنسيات، هذه الكلمة التي كانت محتكرة من طرف الاقتصاد والتسويق هي بالنسبة لنا أيضا لقاء يجمع كل الدول المشاركة في حفل مشترك سيكون هذه المرة مرفوعا إلى بتهوفن وسيمفونيته السابعة بحركاتها الأربع بقيادة المايسترو الياباني هيكوتارو يازاكي. هذه التجربة التي صارت حقيقة نقدمها كل سنة خلقت لنا شعبية كبيرة في الأوساط الموسيقية العالمية وصار الجميع في العالم يتمنى العزف على هذا الركح. هذا من دون نسيان مساعدة السفارات المتواجدة في الجزائر. في نفس توقيت المهرجان هناك مهرجان للسينما، هل ترى أن هذا الأمر يضر بالحضور؟ لا.. على العكس.. أنا أكون أسعد عندما أعلم أن هناك حراكا ثقافيا ولا يهم تداخل التواريخ. كل هذا يشكل إضافة للمشهد الثقافي الجزائري الذي أريده أن يكبر ويكبر... ماذا أضاف هذا المهرجان للأوركسترا السيمفونية الجزائرية؟ في رأيك ماذا يضيف الاحتكاك بالموسيقيين العالمين؟ هذا من شأنه أن يطور مهارات العازفين وخبرتهم ويجعلهم مستعدين للعزف أمام كبار المايسترو العالميين. كذلك نسعى لتقديم التجربة إلى طلاب المعهد الموسيقي العالي والمعاهد الجهوية من خلال ماستر كلاس وكذا الورشات والندوات. ألا ترى أن المهرجان تنقصه منافسة وجائزة؟ لا.. على العكس.. الموسيقى لا تقدر بثمن والمنافسة داخلها لن تكون إلا لصالح الملائكة.. لا يمكن فعل ذلك، نحن نسعى ونمضي في تجربة العزف الموحد.