فاطمة الزهراء.أ نفّذت قوات الشرطة التابعة لأمن ولاية تيبازة نهاية الأسبوع، عمليات مداهمة مسّت جميع النقاط السوداء وأوكار الإجرام على مستوى أقاليم بلديات القليعة وفوكة والدواودة، حيث تمكنت من تحويل أزيد من 300 شخص مشتبه فيهم إلى مقرات الأمن من أجل تنقيطهم في سجلات الشرطة للتأكد من عدم تورطهم في أية قضايا إجرامية أو محل بحث من طرف العدالة أو مصالح الأمن. وأسفرت العملية بإقليم مدينة القليعة عن توقيف 3 أشخاص سيتم تقديمهم أمام العدالة من أجل استهلاك وحيازة المخدرات “القنب الهندي"، وشخص آخر متابع بالعصيان من أداء الخدمة الوطنية وكذا شخص مطلوب من العدالة والثالث مبحوث عنه من أجل تهمة الضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض المتبوع بالسرقة. عمليات المداهمة انطلقت، في حدود الساعة الرابعة مساء يومي الأربعاء والخميس، بتجنيد جميع عناصر الشرطة وتدعيم من المصلحة الولائية للشرطة القضائية وعناصر من الفرقتين المتنقلتين للشرطة القضائية لأحمر العين وفوكة وفرقة التدخل السريع لأمن الولاية وعناصر أمن كل من دوائر فوكة وحجوط وغيرها. فبعد وضع مطط محكم لمحاصرة المجرمين وعدم ترك أية فرص لهم للهروب خارج الإقليم، وتطويق كل مداخل ومارج الأماكن المعنية بالمداهمة، بدأت العملية بنشر قوات الشرطة في كل الأماكن المشبوهة التي تُعرف بالإجرام ومختلف النقاط السوداء التي يتخذها المنحرفون أوكارا لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وقد رافقت “البلاد" قوات الشرطة في هذه العملية، كانت البداية بمحطة نقل المسافرين بطريق البليدة التي تشهد حركية كثيفة للمواطنين خلال الفترة المسائية باعتبارها نقطة عبور تنطلق منها خطوط النقل باتجاه الولايات المجاورة على غرار البلدية، الشلف وعين الدفلى ومختلف بلديات الولاية. ويستغل المنحرفون هذه الأوقات لمحاولة المساس بالمواطنين وممتلكاتهم، وتم تحويل عدد من الأشخاص سواء بدون هوية أو المشتبه فيهم للتأكد من وضعيتهم. ونفس العملية تم تنفيذها على مستوى “زنقة الطبابخة" التي تعرف بنشاط التجارة الفوضوية خاصة بيع الهواتف النقالة وكانت في وقت سابق مح حل ترويج للمخدرات. ليتنقل أفراد الشرطة بعدها إلى مختلف النقاط السوداء منها حي بن عزوز ودوّار بن يمينة القصديري الذي شهد قبل شهر تنفيذ أكبر عملية مداهمة فجرا أسفرت عن إلقاء القبض على أخطر 25 منحرفا جميعهم مسبوقون قضائيا زرعوا الرعب والذعر في نفوس المواطنين، كانوا يستعملون مختلف الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجير وبنادق صيد بحري وغيرها من الأسلحة المحظورة الخطيرة للاعتداء على المواطنين. وهي العملية التي لاقت صدى واستحسانا كبيرين لدى الرأي العام، خاصة بعد إيداعهم الحبس، مع العلم أن العملية دامت عدة ساعات وأسفرت عن حجز مئات الأسلحة البيضاء. تنقلنا رفقة عناصر الشرطة إلى حي “عدل" الواقع قرب محطة نقل المسافرين بطريق الجزائر، هذا الحيّ تلقت عناصر الشرطة عدة شكاوى من قاطنيه بتعرضهم لعمليات سرقة خاصة الأسلاك النحاسية، حيث تم القبض قبل يوم من العملية بذات الحيّ على شاب بحوزته أزيد من 10 كلغ من الخراطيم النحاسية قام بسرقتها من الحيّ باستعمال آلة كهربائية حادة، ليكشف عن باقي عناصر الشبكة التي ينشط ضمنها الذين أُلقي القبض عليهم من طرف عناصر الشرطة بحيدرة متلبسين بسرقة الأسلاك النحاسية ليتم تقديمهم أمام العدالة. تركنا حيّ “عدل" بعد تحويل 5 شبان إلى مقر الشرطة اقتحموا أحد المحلات الفارغة بالحي واتخذوا منه مكانا للالتقاء والتسامر وسط ظلام دامس لا سيما أن بينهم مسبوقين قضائيا في قضايا مخدرات، لنتوجه مباشرة إلى حي “كركوبة" الكبير الذي يعرف هو الآخر ببعض النشاطات الإجرامية خاصة قبل القضاء على طاولات التجارة الفوضوية التي أغلقت كل منافذ الحي أمام حركة المرور حيث تم مراقبة عدة سيارات وأشخاص مشتبهين. أما على مستوى إقليم دائرة فوكة، فتم تطويق كل منافذ بلدياتها فوكة والدواودة وسط المدينة والبحرية، ووضع نقاط مراقبة فجائية وإنزال عدد من قوات الشرطة إلى كل الأماكن المشبوهة على غرار حي الزيتون والدواودة البحري ببلدية الدواودة ووسط مدينة فوكة التي تكثر فيها الحركة خاصة في الفترة المسائية بوسط المدينة بسبب انتشار الباعة الفوضويين. انتهت العمليات في حدود الساعة التاسعة مساء، ولقيت استحسان المواطنين باعتبارها وقائية وردعية للمجرمين والمنحرفين الذين بمجرّد مشاهدتهم للقوة العمومية يتراجعون عن أفعالهم الإجرامية، مطالبين بضرورة استمرار هذه العمليات التي تُزعزع كيان المجرمين حتى يتسنى للمواطنين العيش في أمان. الجدير بالذكر أن هذه العمليات ستبقى مستمرة على المدى الطويل للقضاء على الإجرام المتفشي وإحلال الأمن والطمأنينة والسكينة في نفوس المواطنين.