قرّرت ليبيا رسميا غلق حدودها الجنوبية مع الجزائر، النيجر، تشاد والسودان، وأعلنت ”الجنوب منطقة عسكرية عملياتية مغلقة”، بسبب تدهور الوضع الأمني، مشيرة إلى أن ”الغلق مؤقت إلى حين تنظيمها وإعادة فتحها بالتنسيق مع دول الجوار” وذلك حسبما أوردت وكالة الأنباء الليبية. قالت وكالة الأنباء الليبية، إن ”المؤتمر الوطني العام، صوت مساء الأحد بغالبية 136 صوت على غلق الحدود الجنوبية لليبيا مع السودان، النيجر، تشاد والجزائر مؤقتا إلى حين تنظيمها وإعادة فتحها بالتنسيق مع دول الجوار”. وأعلن المجلس المؤتمر الوطني الليبي، باعتباره أعلى هيئة سياسية في البلاد ”غدامس، غات، أوباري، الشاطئ، سبها، مرزق والكفرة منطقة عمليات عسكرية مغلقة تطبق بشأنها التشريعات الاستثنائية”. واعتبر محللون أمنيون في حديث ل ”الفجر”، قرار غلق الحدود بالقرار الحكيم والمسؤول والواعي لأن السلطات الفتية في ليبيا تسعى لاحتواء الوضع، ولا تريد تأزيمها مع جيرانها وفي مقدمتهم الجزائر، كما تسعى جاهدة للحد من انتشار السلاح المهرب من مخازن القذافي نحو الجزائر، حيث يؤكد العقيد السابق بالجيش الجزائري عمر بن جانة، أن الإجراء مفيد جدا للسلطات الجزائرية التي ظلت لوحدها تحرس الحدود بين البلدين، كون الجيش الليبي بعد الأزمة التي عصفت بالبلاد أصبح مشتتا، وليبيا بحاجة الآن إلى مساعدة الجزائر لإعادة بناء قواتها الأمنية. ونفى عضو مركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية أن يكون الإجراء معاديا للجزائر أو استفزازيا له، لأن ليبيا تدرك مخاطر الأسلحة المهربة. وفي حديثه عن تداعيات قرار غلق الحدود على تنقل الأفراد، خاصة وأن مئات العائلات الجزائرية في جنوب البلاد خاصة بورڤلة تقطن بالجنوب الليبي وهي في تنقل مستمر، قال المتحدث إن القرار لن يؤثر على حركة الأمور وإنما سيضبطها وينظمها وهذا في مصلحة البلدين. وفي اتصالنا بالسفير الليبي بالجزائر، لمعرفة مزيد من التفاصيل حول القرارات الأمنية الأخيرة، وهل من إجراءات أخرى لضبط الحدود مع تونس التي أصبحت بوابة تهريب الأسلحة، أكد محدثنا أنه لا يتوفر على معلومات، وكل ما لديه استقاه من الإعلام.