"الجهاد والتوحيد" تشكل سرايا جديدة تنصلت جماعة أنصار الدين من الاتفاقية الموقعة بينها وبين حركة تحرير الأزواد بالجزائر، والتي من المفروض أنها تلزمها بقبول فرضية السيطرة المشتركة للجماعتين على إقليم الأزواد ضمانا لأمن المنطقة، وحضرت لهجوم كاسح لضرب موقع الحركة الأزوادية بتينزواتين بعد غد الإثنين. حسب مصادر إعلامية فإن أنصار الدين تحضر لهجوم كاسح على معقل الحركة الوطنية لتحرير أزواد في تينزواتين، حيث سرّعت من وتيرة الاستعدادات لتوقيع الهجوم بعد غد الإثنين والذي يتزامن مع اقتراب موعد مؤتمر الحركة العام الذي سيكون في السابع من هذا الشهر، وذلك للتشويش عليه ومحاولة إفشاله. وأضافت المصادر ذاتها أنه وبعد الهجوم على منكا بالتنسيق مع حركة الجهاد والتوحيد والقاعدة وإخراج الحركة من ليرا، بقي للحركة الأزوادية موقعان اثنان فقط تسعى الحركات الجهادية للسيطرة عليهما في أقرب وقت هما ”موقع تينزواتين” و”موقع اربندا” على الحدود مع بوركينا فاسو. وأشارت المصادر إلى أن جماعة أنصار الدين لم تعد تريد لأحد أن يشاركها في التحكم في زمام الأمور في المنطقة، بعد أن خُيل إليها أنها سيطرت على مشرق الأزواد ومغربه، ضاربة عرض الحائط الاتفاقيات الموقعة بينها والحركة الأزوادية في الجزائر، حيث أكدت صعوبة تطبيق ما تم إقراره من أجل مصلحة الشعب الأزوادي. وذكرت ذات المصادر أن عددا من عناصر الجماعة شوهدوا أول أمس في منطقة حدودية بين شمال مالي والجزائر وبالضبط ب”تالهنداك” على مقربة من منطقة تيمياوين متجها صوب الشرق باتجاه منطقة زاكاك قرب تينزواتين. وأعلن إياد آغ غالي زعيم جماعة أنصار الدين، في بيان نشره موقع ”صحراء ميديا” الموريتاني أن الجماعة ”قررت تعطيل عرضها وقف الأعمال العدائية” الذي قدمته في العاصمة الجزائرية، وقال إياد آغ غالي في البيان أن ”أنصار الدين قررت تعطيل عرض وقف الأعمال العدائية بالتزامن مع المفاوضات التي جرت في واغاداوغو” برعاية الرئيس البوركينابي بليز كومباوري وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في الأزمة المالية. وأضاف البيان أن أنصار الدين وجدت أنه ”لا خيار” آخر أمامها في ظل ”استبسال” الحكومة المالية وسعيها للحرب، وتابع أنه ”بينما كانت تجري هذه المفاوضات في واغادوغو من أجل محاولة ربط الأبناء بالحوار، كانت الحكومة المالية رغم انهيار اقتصادها تسعى في خرجات إعلامية نحو أدوات حرب مدمرة، تستعرض كل يوم أسلحتها وتدخل في عمليات اكتتاب واسعة لمقاتلين من بينهم مرتزقة سابقون، إضافة إلى استغلال أفكار عرقية وكراهية لدى آلاف من عناصر الميليشيات على طول خط المواجهة، كبارود للمدفع وإدخال البلد في الحرب الأهلية”. من جهة أخرى أعلنت جماعة التوحيد والجهاد عن تشكيل كتيبة جديدة تحمل اسم ”أنصار السنة”، قالت إن عناصرها من أبناء المنطقة وتحديداً من قبائل السونغاي، متوعدة بشن هجمات ”ذات امتداد جغرافي أوسع” مهددة الدول المجاورة لشمال مالي. ويأتي تأسيس هذه الكتيبة الجديدة يوما واحدا بعد انسحاب كتيبة ”صلاح الدين”، المؤسسة للحركة، وانضمامها لأنصار الدين التي تسيطر على تينبكتو وكيدال. كما أعلنت عن ”تشكيل أربع سرايا عسكرية ستتوزع على العديد من المناطق هي: سرية عبد الله عزام، وسرية الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين”. وبررت الجماعة تشكيل السرايا والكتيبة بما قالت إنه ”التوسع الجغرافي لمناطق نفوذ الجماعة وتزايد أعداد مقاتليها وانخراط العديد من القبائل في مشروعها الجهادي”، إضافة إلى ما وصفته بأنه ”تحسب لأي مفاجآت قد يحدثها الاختراق الأمني لدول خارجية للمشروع الجهادي خاصة الجزائر”، وكذا كسر شوكة جبهة تحرير الأزواد. واتهمت ”التوحيد والجهاد” دولة الجزائر بأنها ”تسعى عبر بعض الجهات والشخصيات القبلية إلى تأمينها من ضرباتها”.