غاب الأديبان الجزائريان، أمين الزاوي وواسيني لعرج، عن القائمة القصيرة التي ضمتها جائزة ”البوكر” العالمية للرواية العربية لعام 2013، والتي كشفت عن ستة أسماء من مختلف الدول العربية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل يومين في العاصمة تونس، وهم سنان أنطون، جنى فواز الحسن، سعود السنعوسي، محمد حسن علوان، إبراهيم عيسى وحسين الواد. أقصي الروائيان أمين الزاوي وواسيني لعرج من التنافس على هذه المسابقة التي تقدر جائزتها ب50ألف دولار بعد أن كانا مرشحين بقوة عن عمليهما ”حادي التيوس” و”أصابع لوليتا”، لنيلها إلى جانب مجموعة من الكتاب العرب، على غرار الأسماء الستة التي اختارتها لجنة التحكيم برئاسة الأكاديمي المصري جلال أمين، والتي بقيت عضويتها طي الكتمان لأسباب تبقى مجهولة. القائمة التي أفرزت حضورا حصريا للكتاب المشارقة وغياب شبه تام للأدباء المغاربةا عدا الكاتب التونسي حسين الواد، تحمل جملة من الإشارات والدلالات لاتزال غامضة عند المتابعين والمختصين، على غرار تكريس الأسماء والشخصيات نفسها رغم الأعمال المميزة التي تميز ثلة من كتاب الرواية في العالم العربي، لاسيما في بلدان المغرب العربي. فيأتي إقصاء اسمين من الرواية الجزائرية بالإضافة إلى مرّشحين آخرين من المغرب وتونس، حسب بعض المختصين، إلى عدة أسباب، منها سيطرة المركزية اللبنانية بعد أن باتت بيروت أحد الأقطاب التي تحاول صنع واقع الرواية العربية، ناهيك عن المصالح التجارية التي تتحكم في سوق الرواية من خلال الناشرين والنشر الذي أصبح تجاريا أكثر منه دفاعا وخدمة للأدب والفعل الكتابي بشكل عام. وتضم القائمة القصيرة لجائزة البوكر لهذه السنة عددا من الاهتمامات والمواضيع الروائية المتنوعة التي لا تبتعد عما يحدث في مختلف بلدان العالم العربي حاليا، بل تكشف في طياتها هذا الواقع بكل ما يحمله من تناقضات ومفارقات، لاسيما في جانب التطرف الديني وبروز الإسلامويين، غياب لغة الحوار ورفض التسامح، وكذا الهوّة الواسعة بين الفكر وسلوك الفرد العربي الحديث، بالإضافة إلى مواضيع جدّ حساسة، منها موضوع المرأة التي تتخبط دوما في مجتمع قاس يحاصره العنصر الذكوري، دون أن تهمل الأعمال المتنافسة قضايا مهمة على غرار الفساد الذي نخر جسد المجتمع العربي والنفاق بمختلف أشكاله السياسي، الاجتماعي، الديني وكذلك الجنسي.