تكبّد الجنود الفرنسيون أول خسارة في الأرواح بعد تعجيلهم خوض مواجهات مباشرة مع الجهاديين الذين تدعموا أمس، بمقاتلين من تنظيم الجهاد، والتوحيد، وكتيبة الملثمين التي كان يقودها الأعور، والذين تعمدوا استدراج خصومهم بالتركيز على فرنسا التي فقدت طيارا لها، أمس، وسجلت إصابتين في صفوف الجنود الذين توغلوا في صحراء مالي، في حين أجبرت قوات الإكواس على التدخل بداية من الغد على أكثر تقدير. أرسلت جماعة التوحيد والجهاد وكتيبة الملثمين تعزيزات إلى منطقة كونا، وسط مالي، حيث دارت يوم أمس اشتباكات عنيفة بين حركة أنصار الدين والجيش الحكومي الذي تدعمه قوات فرنسية وأخرى إفريقية.وكان مصدر عسكري مالي قد أكد أن الجيش الحكومي بدأ، أمس، في مهاجمة ”آخر جيوب المقاومة” في مدينة كونا التي احتلها الإسلاميون الخميس الماضي، وهم في طريقهم إلى الجنوب المالي. وقد شن الجيش المالي هجوما مضادا ناجحا، مساء الجمعة، بمساعدة حلفائه الفرنسيين لاستعادة المدينة الواقعة وسط مالي. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر عسكري قوله إن ”العسكريين الماليين يقومون بتطهير آخر جيوب مقاومة الإسلاميين في كونا” بدعم من القوات الفرنسية. وفي سياق متصل، أرسلت باريس قوات خاصة فرنسية إلى العاصمة المالية باماكو، وذلك من أجل حماية رعاياها الموجودين هنالك، وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، أن طيارا فرنسيا قتل أثناء العمليات العسكرية التي بدأتها بلاده في مالي الجمعة، في حين تحدث موقع فرنسي عن إصابة جنديين اثنين توغلوا في الصحراء. وأكد لودريان في مؤتمر صحفي أن مئات من الجنود الفرنسيين منتشرون حاليا في مالي لصد محاولات الإسلاميين الانتشار نحو الجنوب، مشيرا إلى أن بعض تلك القوات تحمي العاصمة باماكو، وأضاف: ”لا توجد قوات أجنبية أخرى في مالي الآن”. ومن جهة أخرى، قال الوزير الإيفواري علي كوليبالي، إن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ستبدأ في إرسال جنود إلى مالي بحلول يوم غد الإثنين، ضمن المهمة ذاتها. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أعلن، الجمعة، أن بلاده بدأت التدخل في مالي عسكريا من أجل صد من أطلق عليهم ”إرهابيين”، مؤكدا أن ذلك يتم تحت مظلة الأممالمتحدة، في وقت أعلنت حكومة مالي استعادة سيطرتها على مدينة كونا، وسط البلاد، بفضل الدعم الفرنسي.