دعا المخرج كوسيلة جعوتي، الشباب الموهوب في عالم الإخراج التلفزيوني والسينمائي إلى صرف النظر عن الإنتاج الفكاهي والترفيهي الذي ينحصر في السكاتشات والكاميرا المخفية، والاهتمام بصناعة الأفلام الوثائقية التي تعتبر مرآة لتاريخ وعادات وتراث الجزائر العريق، لاسيما تلك التي تعيد الثورة وأبطالها إلى الواجهة وتكشف الجرائم الخفية للمستعمر الفرنسي. قال، أول أمس، المخرج وكاتب السيناريو، الشاب كوسيلا جعوتي، في حديث جمعه ب” الفجر” التي حضرت العرض الشرفي الأول لفيلمه الموسوم ب”جمرة الأرواح” شهر أكتوبر من السنة الماضية، أنّ المخرج الجزائري اليوم بات اهتمامه منصبّا على جانب الفكاهة والتمثيل الكوميدي أكثر من تسليطه الضوء على عدّة قضايا تتعلق بتاريخه المجيد وثورته الكبيرة ضد المستعمر الفرنسي الغاشم، خصوصا التي لم يكشف عنها لحد الآن، نتيجة جملة من الظروف، حيث اعتبرها كوسيلا تقصيرا منهم بعدم البحث والدراسة في هذا الجانب، داعيا في الإطار ذاته إلى بذل مجهودهم من خلال صناعة أفلام وثائقية تبرز وتكشف حقيقة الاستعمار الفرنسي الذي نهب وسلب الأرض الجزائرية، وكذا إبراز الجرائم التي لم يعلن عنها والتي لا تزال طي النسيان. وفي السياق نفسه، نوه محدثنا إلى ضرورة دعم السلطات الثقافية في الجزائر لمثل هذه المشاريع، وكذا تشجيع المبدعين في المجال من أجل تحقيق صحوة في الإخراج الوثائقي على جميع المستويات. على صعيد آخر عاد جعوتي للحديث عن فيلمه ”جمرة الأرواح” الذي عرض في ال22 من أكتوبر الماضي بدار الثقافة مولود معمري، بتيزي وزو، مشيرا إلى الصعوبات التي تلقاها ونقص الوسائل أثناء إنتاجه من خلال عدم تمويل السلطات المحلية للفيلم الذي تمّ بإمكاناته الخاصة. ويروي العمل الذي جاء في 72دقيقة، حدثا إبّان الثورة التحريرية وبالتحديد في 28 سبتمبر سنة 1958، على خلفية رفض الأهالي للانتخابات التي نظّمها ”ديغول” في عهد الجمهورية الخامسة بهدف تطبيق فكرة الجزائر فرنسية، كانت النتيجة حرق 11 شخصا بقرية ”آيت زلال” بتيزي وزو، بأبشع الطرق، بعد أن بلّغ عنهم الحركى. وفي غياب المطلوبين لجأ العدو إلى اعتقالهم والنيل منهم بالحرق داخل كوخ مهجور. كما استعان المخرج بشهادات مجاهدين عايشوا الحادثة، على غرار ”وعلي آيت احمد” و”بوقانة جهرة”. وفي سياق متصل يحضر كوسيلا لفيلمين وثائقيين أحدهما تاريخي حول المرأة ”كاهنة” والآخر اجتماعي يتناول المشاكل المترتبة عن زواج الأقارب.