عرض ،أمس الاول ،بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو أول عرض شرفي للفلم الوثائقي طويل ناطق باللغة الامازيغية يحمل عنوان ''ثرقين لرواح '' بمعنى '' جمرة الأرواح '' وذلك من اخراج المخرج الشاب '' كوسيلة جاعوتي . '' العرض الشرفي حضره العديد من مجاهدي منطقة القبائل ولمدة 72 دقيقة سرد المخرج خلال فيلمه الوثائقي احداث وقعت بمنطقة اث زلال التابعة لبلدة مقلع بتيزي وزو و تحدثت حول احدى المجازر الشنعاء التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في 28 سبتمبر 1958 بالمنطقة و التي راح ضحيتها 11 شخصا من بينهم 8 نساء و شيخ ومراهق ،هؤلاء الشهداء دفعوا ثمن عدم قبولهم التصويت نعم للجزائر فرنسية حيث قامت القوات الفرنسية وبأبشع الطرق بحرقهم داخل كوخ صغير ،امام انظار سكان قرية مقلع و نسائها اللواتي لم يتوقفن عن الزغاريد عن روح ارواح هؤلاء الشهداء . تاريخ هذه الجريمة البشعة التي اقترفت بمنطقة اث زلال بقيت راسخة في اذهان العديد من مجاهدي المنطقة الذي اثروا الفيلم الوثائقي بشهاداتهم الحية ،حيث دفع ماعدده 11 شخص صادف ميلاد الجمهورية الخامسة الفرنسية ،و بعد فشل العملية الانتخابية جعل القوة الاستعمارية تثور ضدهم وضد أقربائهم ، كونهم يقفون وراء فشل هذه العملية الانتخابية التي تعتبر مرحلة حاسمة لفرنسا للنيل من الجزائريين وتبرير مجازرها أمام الرأي العام العالمي ، وتكذيب الثورة الجزائرية ، ما يفتح لها المجال بعد هذا الاستفتاء على غلق ملف القضية الجزائرية و الإبقاء على الجزائر قطعة فرنسية كما تحلم ، وهذا ما رفضه سكان قرية اث زلال الذي يصل عددهم آنذاك 400 شخص ، وكما تطرق مخرج الفلم إلى الويلات التي طالت أبناء المنطقة من جراء طغيان وبطش الاستعمار الفرنسي و الذي خلف سقوط نحو 130 شهيد في ساحة المعارك الحمراء ،حسب ما جاء في الفيلم الوثائقي . وقد اكد المخرج '' بكسيلة جاعوتي'' في كلمة خص بها الشعب ان هذا الانتاج يعد الاول من نوعه ويعد اول اخراج له ئو قد اختار هذه الواقعة التاريخية كونه احد أبناء المنطقة وتعد عائلته من العائلات الثورية ئأكد أن وطنيته وشغفه لمعرفة التاريخ الحقيقي لثورة نوفمبر'' دفعت به إلى إطلاق دراسات و أبحاث تاريخية للوقوف عند أهم الأحداث التي طبعت منطقة القبائل عامة وقرية ''اث زلال'' خاصة ، ومن بينها الوقوف عند العدد الحقيقي من الأرواح الذين تم إبادتهم حرقا وبصفة جماعية بتاريخ 28 سببتمر 1958 . وعن أهداف الفلم أضاف المتحدث انه يهدف إلى حفظ ثقافة و تاريخ منطقة القبائل و تلقينه للأجيال القادمة ،واغتنام فرصة وجود شهود عيان من المجاهدين على الثورة الجزائرية الذين يملكون امكانية تدوين و تصحيح ثورتنا المجيدة ، التي تعد من أعظم الثورات العالمية ، و للاستفادة من انتقاداتهم و توجيهاتهم لحفظ ذاكرتنا التاريخية من الاندثار والزوال ، كون الشعوب التي لها تاريخ فلا خوف على حاضرها و ليس لها مظل . وعن مشاريعه أضاف هاوي الفنون باعتباره يملك مواهب فنية متعددة كالتأليف ، و العزف و المسرح و الرسم ، انه بصدد الإعداد لانجاز فليم حول قائدة الإمبراطورية الامازيغية الملكة '' كاهنة '' و سيتناول فيه القصة الحقيقية لهذه الشخصية التي حكمت الجزائر قبل الفتوحات الإسلامية لمدة 35 سنة.