صدر، مؤخرا، عن منشورات البرزخ بالشراكة مع منشورات ”لا ديكوفرت” كتاب جديد تحت عنوان ”تاريخ الجزائر في الفترة الاستعمارية” و”مظاهر التوبة”، وهو عمل جماعي يتناول تاريخ الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية الممتدة من 1830-1962 وانعكاسات ذلك على الحياة في فرنسا. يسلط الكتاب الضوء على الكثير من الأمور التي يساء فهمها من طرف غير المختصين كما جاء في المؤلف، في الوقت الذي أصبح من الضروري إزالة الملابسات التي تكتنف هذا التاريخ المشترك بين الجزائر التي عانت ويلات الاستعمار وفرنسا المستعمِرة والعلاقات التي تربط البلدين منذ الاستقلال، حيث أجمع المشاركون في الكتاب على أن المكتبة التاريخية لا تزال تفتقر إلى كتاب شامل وناقد للذاكرة الجماعية رغم انتشار الكثير من المطبوعات التي تتحدث عن التاريخ بشكل من الأشكال. الكتاب يعد ثمرة شارك في تدوين مضمونه مؤرخون جزائريون، فرنسيون، أمركيون، كنديون وألمان زود الساحة الثقافية بزاد تاريخي جمع بين أفكار مختلفة وحدها تاريخ الجزائر الذي استوعب آراء عدة أخذت بعين الاعتبار القضايا الراهنة للمجتمعين الجزائري والفرنسي وارتباطهما بالماضي الاستعماري. حمل الكتاب عبر صفحاته توقيع 83 مؤلفا مشتركا قدموا نقدا متخصصا لمرحلة الاحتلال الفرنسي للجزائر، حيث يضع الإصدار هذه المرحلة تحت مجهر المؤرخين، ويحاول تفسير نتائج البحوث العديدة التي أجريت في الفترة الممتدة ما بين دخول فرنسا واندلاع حرب التحرير الوطنية، ويساءل في مقامات عدة عن كيفية ارتباط تاريخ البلدين والشعبين خاصة على مستوى العلاقات التي يشوبها الكثير من التعقيد، عدم الرضى والعنف، كما يتفحص الكتاب يفحص مخلفات 130 سنة من الاستعمار التي طبعت المجتمعين الجزائري والفرنسي.