أخيرا استيقظ الضمير العالمي وأدرك أن هناك إنسانا عربيا يموت ويجوع وينزح ويلجأ... أخيرا بكى وتباكى الضمير العربي على إخوانه العرب ومعاناتهم في القطر السوري الشقيق... أخيرا اكتشفنا أن العرب أسخياء على إخوانهم العرب ويقدمون لهم المال والمؤونة ويهبّون كرجل واحد لنجدتهم ماديا... من المؤكد أن الهاربين من جحيم الحرب الدائرة في سوريا والمشردين في دول الجوار كتركيا والأردن ولبنان يحتاجون إلى الدعم المادي والمعنوي من أجل البقاء وا لعيش، وحتى من أجل التخفيف نسبيا عن الدول الآوية لهم، ومن واجب الدول العربية الثرية مساعدة الدول والشعوب العربية الأخرى التي تعاني العوز والفاقة والمهددة بالمجاعة... ومن أبجديات العمل الإنساني للأمم المتحدة السعي والدعوة إلى طلب المعونة وتجنيد الضمير العالمي من أجل جمع الأموال الكافية والمساعدات المادية للدول والشعوب التي تعاني من أزمات حادة، سواء جراء الحروب أو الكوارث الطبيعية الهائلة... لكن أين هذا الضمير العربي والعالمي مما يحدث في فلسطين التي تصر السلطات الإسرائيلية المحتلة على تجويع حتى الموظفين والعاملين بها؟.. أين هذا الضمير مما يحدث في القطاع والضفة من انتهاكات يومية لحقوق الإنسان ولجميع المواثيق والمعاهدات الدولية!!؟ المال العربي ومن ورائه القوة الغربية يريدون إسقاط النظام في سوريا بأي ثمن، ويريدون تسويق صورة المشرد السوري على أنها أبشع صورة للمشردين في العالم، وأن النظام السوري هو المتسبب في هذه الحالة الإنسانية الأليمة... كل مشردي العالم أحسن حظا من مشردي بلاد الشام لأن المتسبب في تشريدهم هم ليس بشار الأسد وجيشه النظامي... متى ينظر العالم للضحية بعيدا عن جلاده.. ومتى يستيقظ الضمير العربي في كل الحالات مثل يقظته هذه؟!!