أعرب العديد من الخبراء والبرلمانيين من أوروبا والجزائر والولايات المتحدة، أول أمس السبت عن وجهة نظرهم حول الإجراءات التي يتعين اتخاذها من اجل دفع المجتمع الدولي الى ضرورة حماية السكان الصحراويين، وذلك خلال ندوة دولية حول احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية تجري فعالياتها بالعاصمة الفرنسية. وأعرب رئيس التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي والسيناتور البلجيكي بيار غلان عن أمله في أن تتغير نبرة صوت فرنسا بشأن نزاع الصحراء الغربية. وذكر في هذا السياق بأن الرئيس جاك شيراك كان له الأثر الكبير في جعل فرنسا تتقدم بمشروع لم يكن مطابقا في شيء للقانون الدولي وحق تقرير المصير في الصحراء الغربية. وعليه وجه غالان رسالة جد واضحة للوزير الأول الفرنسي جان مارك ايرولت ووزيره للشؤون الخارجية لوران فابيوس ليقول لهما ”تعلمان اليوم مثلي أن الوضع في افريقيا ليس فقط صعبا لأن الشعوب الافريقية تعاني لكنه متوتر أيضا لأن هذه الشعوب حاولت التعبير عن إرادتها في التغيير وأن هذا التغيير لا يتحقق دائما”. كما أردف قائلا ”هناك أشخاص أخرين انتهزوا الأوضاع غير المستقرة الناجمة عن حروب كان يمكن تفاديها”، مشيرا على سبيل المثال إلى الوضع في ليبيا على وجه الخصوص وهو وضع نتجت عنه ”أوضاع غير طبيعية تماما في إفريقيا اليوم”. وبخصوص الوضع في الصحراء الغربية صرح بأنه إذا كانت حقوق الشعوب منهكة اليوم فان ذلك يعود ”لتواطؤ المجتمع الدولي” وانه ”ليس هناك أمر جاء محض الصدفة”، مضيفا ان بلد صغير كالمغرب لا يمكنه احتلال بهذا الشكل أراضي الصحراء الغربية إذا لم يكن يتمتع بتواطؤ من المجتمع الدولي وبعض البلدان وخاصة فرنسا”. وأعلن في الأخير أن الدورة ال37 للتنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي ستعقد في نوفمبر المقبل في روما. وبالنسبة للسيد محمد سيداتي الوزير المنتدب لأوروبا وممثل جبهة البوليساريو لدى المؤسسات الأوروبية تعتبر هذه الندوة التي تعقد في باريس ”مبادرة حميدة جاءت في وقتها للتذكير بالنزاع في الصحراء الغربية والمأساة التي يعيشها الشعب الصحراوي واستوقاف فرنسا وقادتها أمام مسؤولياتهم تجاه النزاع الذي طال أمده”. وأضاف يقول أن هذا ”النزاع يعيق ويكبت شعوب المنطقة وكذا العلاقات التي يمكن إقامتها في إطار شراكة مع فرنسا وأوروبا”. وذكر بأن المغرب ”يحتل بصفة غير شرعية” الصحراء الغربية منذ 37 سنة، مضيفا أن هذا الاحتلال أدى إلى تشتت الشعب الصحراوي، حيث يعيش جزء منه في المنفى في مخيمات اللاجئين في وضعية صعبة فيما يعيش باقي السكان في الأراضي المحتلة حيث يتعرضون لنير الاستعمار والقمع. وسجل أن مشكل الصحراء الغربية يبقى مشكل ”تصفية استعمار لم تستكمل”. وأضاف في هذا الصدد أن لوائح مجلس الأمن حول الصحراء الغربية واضحة، حيث أنها تعترف بحق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير من خلال تنظيم استفتاء ديمقراطي وبالتالي من خلال الإرادة التي يعبر عنها الشعب الصحراوي بكل حرية حول مصيره.