أكد، وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارة إلى موسكو، أن النظام السوري مستعد للحوار مع المعارضة المسلحة في الوقت الذي تبذل فيه الخارجية الأمريكية جهودا دبلوماسية لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي تحتضنه روما الأسبوع المقبل. أكد نظيره الروسي أن الحل الوحيد في سوريا هو تسوية سياسية للنزاع المستمر في البلاد منذ عامين، وأضاف لا بديل عن توافق مواقف الحكومة والمعارضة، مشيرا إلى أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره دون تدخل أجنبس، خاصة وأن الوضع في سوريا على مفترق طرق كما قال. من جهتها شدّدت أنقرة لهجتها في الرد على القصف الذي تشهده مناطق عدة من سوريا، حيث تعهدت بأنها لن تبقى ساكتة أمام الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوري، حيث جاء على لسان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أول أمس، أمام مؤتمر حول الاتصال الحكومي في الإمارات العربية المتحدة أن بلاده لن تبقى ساكتة عن الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوري. من جهتها تسعى الخارجية الأمريكية إلى محاولة إقناع المعارضة السورية بعدم مقاطعة مؤتمر روما المقرر في 28 فيفري، بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي شرع في أول جولة خارجية له تتصدر فيه الأزمة السورية جدول أعماله، حيث صرّح كيري في طريقه إلى أولى محطاته، لندن، في جولته الأوروبية والعربية أن لقاء روما سيكون فرصة للمعارضة السورية للقاء البلدان التي تدعمها وحليفتها في مواجهة غطرسة النظام السوري، كما أن المناسبة فرصة لاستعراض الوضع الميداني على الصعيد الأمني والإنساني والسياسي والاقتصادي. وتأتي المساعي الأمريكية لكسب مشاركة المعارضة واستمالة الائتلاف السوري المعارض أكبر تكتل معارض الذي قرر تعليق أنشطته الدبلوماسية خارج البلاد احتجاجا على ما أسماه بالفشل المخزي في وقف القصف على مدينة حلب التاريخية، والصمت الدولي اتجاه الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوري، كما أبدت المعرضة السورية غضبها من رد فعل الرأي العام الدولي الذي تجاهل التصعيد الذي يعرفه الوضع على الأراضي السورية. ومن المقرر أن يلتقي كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف في محطته الثانية في برلين من أجل الاستماع إلى ما يمكن أن تقدمه روسيا للأزمة السورية، في انتظار ما يسفر عنه لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي وصل، أمس، إلى طهران مع الجهات الإيرانية لمحاولة إيجاد حل للأزمة السورية قبل أن يتوجه إلى موسكو ويعود ثانية إلى طهران، من جهتها، نفت دمشق ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن لقاء سري جمع بين ممثل عن الرئيس بشار الأسد ورئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة أحمد معاذ الخطيب. يحدث هذا في الوقت الذي يتواصل فيه الاقتتال على الأراضي السورية، إذ تواصل القصف في كل من دمشق وريفها حلب، حمص وحماه. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، مقتل أكثر من 100 شخص فيما أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط حوالي 150 شخص نهار أول أمس، حيث تعرض ريف دمشق لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية طالت كلا من مناطق دوما، النبك، المعظمية والقطيفة، كما استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية وجبهة النصرة وكتيبة المهاجرين في مدينة السفيرة الواقعة بريف محافظة حلب.