“مثلما أحب أبي وأمي أحب الجزائروتونس" “شقيقي نبيل يحب أيضا الجزائر ولم يتدخل في قراري" حسم لاعب وسط ميدان نادي “بولون” الإيطالي، سفير تايدر البالغ من العمر 21 سنة وجهته النهائية في اختيار المنتخب الوطني الجزائري للدفاع عن الألوان الوطنية في التحديات الكبيرة التي تنتظر “الخضر” في المستقبل، تايدر الذي تقمص ألوان المنتخب الفرنسي في الفئات الشابة، ومن أب تونسي وأم جزائرية يكشف لأول مرة عن الأسباب التي دفعته لاختيار الجزائر، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة “ليكيب” الفرنسية. “سفير تايدر” نريد أن نعرف أولا السبب الذي جعلك تختار تقمص ألوان المنتخب الوطني الجزائري؟ لقد كان لي حديث مع المدرب البوسني للمنتخب الجزائري وحيد حليلوزيتش، وشرح لي خلاله المشروع الرياضي الكبير الذي أتى من أجله إلى الجزائر وهو المشروع الذي أعجبني كثيرا، لأنه مشروع مستقبلي مبنى على أسس قوية ويقوده مدرب صاحب خبرة وتجربة كبيرة.. صحيح أن اللاعب على مستوى ناديه هو من ينجح في تطوير قدراته واستعداداته الفنية والبدنية، ولكن مع المنتخب تترجم ذلك التألق وتقدم الدعم وتبرز مواهبك وقدراتك وتقدم أيضا أمور كثيرة. كما لا أنسى هنا الحديث الذي جمعني أيضا برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة والذي لاقى أيضا إعجابي وكان فاصلا وواضحا بالنسبة لي، وفوق هذا فإنه دائما ماكان لدي شعور بالإنتماء والإعجاب أيضا بالجمهور الجزائري وطريقة مساندته ودعمه للمنتخب. لماذا لم تواصل مهمتك مع المنتخب الفرنسي؟ لأن قلبي وبكل بساطة مال إلى الجزائر، وهو اختيار قمت به بشكل طبيعي جدا، لأنه فخر كبير لي ولشرف أن أحمل ألوان المنتخب الجزائري وأنا سعيد جدا بالقرار الذي اتخذته، وبعد هذا عليّ ألا أنكر فضل فرنسا عليّ، لأنه البلد الذي كبرت فيه وقدم لي الكثير خاصة وأنني لعبت له في صنف الشبان. ألم يساهم شقيقك نبيل في الخيار الذي قمت به (نبيل لاعب دولي اختار تونس، تكون في تولوز وهو اليوم في نادي “كوم”)؟ بما أن كل المقربين مني قدموا لي نصائح، فكنت أدرسها وأفكر فيها جيدا، ولكن الخيار أو القرار الأول والأخير كان يعود لي، ولهذا السبب فأنا من قرر اللعب للجزائر وليس شخص آخر قرر مكاني، أحب كثيرا والدي مثل والدتي، ولهذا فإنني أحب الجزائر مثلما أحب تونس.. أكيد فقد تحدثت مع شقيقي نبيل بخصوص هذا الخيار، ولكن هو الآخر يحب الجزائر بنفس حبه لتونس، لهذا أقول إن القرار الذي اتخذته يعتبر أصعب قرار قمت به في حياتي، وسيبقى راسخا في ذهني إلى الأبد. لقد غادرت فرنسا بعد موسم ونصف قضيته مع نادي “غرونوبل” في 2011، لنراك اليوم أساسيا في “الكالشيو” الإيطالي مع ناديك ولاعب دولي في نفس الوقت جزائري، ما الذي يمثله لك هذا والخطوات التي تقوم بها؟ أنا أثق كثيرا في قدراتي وأدرك جيدا ما ينتظرني وما بوسعي أن أعمله، ففي الأيام الأولى بعد تحولي إلى نادي “بولون“ الإيطالي صادفتني بعض الصعوبات خاصة من ناحية الإصابات التي أثرت عليّ كثيرا، ولكن كان عليّ التعامل معها بحذر وهذا ما قمت به، كما أن سني حينما تحولت إلى “الكالشيو” لم يكن يتجاوز 19 سنة، في بلد جديد كإيطاليا وبعيدا عن الأهل والأصدقاء.. لكن نقطة قوتي التي سمحت لي بالبروز هي بالتعود السريع على الطريقة الإيطالية في اللعب وفي أول فرصة أتيحت لي اغتنمتها بشكل جيد ولم أخشى أبدا المخاطرة.